نيويورك - أ ف ب، رويترز - مثل المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان الذي تتهمه عاملة تنظيف غينية في فندق سوفيتيل بنيويورك بالاعتداء جنسياً عليها، أمام القضاء الأميركي في جلسة مفاجئة وغير مقررة أمس، فيما كشفت مصادر مطلعة على القضية أن المدعين تساورهم شكوك حول صدقية العاملة التي كانت ستواجه ستروس - كان في جلسة تمهيدية للمحاكمة حدد موعدها في 18 تموز (يوليو) المقبل. ولم تستبعد مصادر انهيار قضية الاتهامات الموجهة إلى ستروس - كان بالكامل، واحتمال عودته إلى الحياة السياسية الفرنسية التي صنفته المرشح الأوفر حظاً عن الحزب الاشتراكي لمقارعة نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2012. وبعدما نفى ستروس - كان في جلسة أولية عقدتها المحكمة في السادس من حزيران (يونيو) الماضي الوقائع المنسوبة إليه، ودفع ببراءته، نقلت تقارير عن مصدر مقرب من القضية قوله إن «مكتب المدعي المحلي أحال القضية على هيئة المحلفين من دون التحقق كلياً من نيات المرأة التي شاهدت صورة المتهم مرتين على الأقل قبل أن تتعرف عليه في مفوضية الشرطة في هارلم التي نقل إليها بعد اعتقاله قبل نحو شهر ونصف الشهر». وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» إن المدعين التقوا بمحامي ستروس - كان اول من أمس، وناقشوا إذا كانوا سيسقطون الاتهامات الجنائية، تمهيداً لإطلاقه على مسؤوليته الشخصية، ورفع الإقامة الجبرية عنه. وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين «وصلا إلى قناعة بأن العاملة كذبت عليهم مرات عدة منذ 14 أيار»، اليوم الذي حصل فيه الاعتداء الجنسي المفترض. وهم يشتبهون في تورطها في نشاطات إجرامية مثل تبييض أموال والاتجار بالمخدرات. ونقلت عن مصدر أن أفراداً كثيرين وضعوا في حسابها خلال العامين الماضيين أموالاً سائلة ناهزت 100 ألف دولار. وقد تكون أيضاً كذبت في إفادتها عند طلب اللجوء إلى الولاياتالمتحدة حيث تعيش منذ عام 2002. لكن الصحيفة نقلت عن المحققين قولهم إن «لا شيء يثبت أن ستروس - كان وقع ضحية مؤامرة مدبرة من خصومه السياسيين». وإثر ظهور هذه التطورات، قال رئيس الوزراء الاشتراكي السابق ليونيل جوسبان إنها «صاعقة في اتجاه معاكس هذه المرة»، وأضاف: «في حال تبرئة دومينيك من الاتهامات وهو ما أتمناه فعلاً، يجب عليه أولاً أن يقرر ما يريد القيام به بعد هذه الصدمة الشخصية، ثم سيعود إلى الاشتراكيين ومسؤولي الحزب أن يحسموا قرارهم». وبعد زوال صدمة توجيه الاتهام إلى ستروس - كان، أعاد الاشتراكيون تنظيم صفوفهم للمضي من دونه في المعركة الانتخابية ومواجهة الرئيس ساركوزي الذي يرجح أن يترشح لولاية جديدة. وأطلق الحزب الاشتراكي الثلثاء الماضي انتخابات تمهيدية لتعيين مرشحه للانتخابات الرئاسية. وبعد تردد طويل، قررت رئيسة الحزب مارتين أوبري أن تترشح للانتخابات التمهيدية المقررة في 9 و16 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، علماً أنها أبدت في ليل اول من امس «سعادتها» بالأنباء الواردة عن احتمال إطلاق ستروس - كان. ولا يتيح جدول أعمال الاشتراكيين مجالاً كبيراً للمناورة، لأن الأعضاء يملكون مهلة حتى 13 تموز (يوليو) لتقديم ترشيحاتهم. وطلبت ميشيل سابان المسؤولة في الحزب والمقربة من ستروس - كان، تعليق العملية للإفساح في المجال أمام مشاركته.