رحّبت إسرائيل بحرارة بقرار الولاياتالمتحدة تعليق نحو نصف المساعدات المبدئية التي تقدمها إلى «وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا)، واعتبرته «تنفيذاً لوعد آخر قطعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب باقتطاع المبلغ في حال لم يعُد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات». وربط سدنة الحكومة بين هذا القرار وإعلان القدس «عاصمة لإسرائيل»، ليتوقع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن يكون القرار المقبل نقل سفارة واشنطن إلى المدينة المقدسة «في غضون عام»، فيما دعا وزير النقل يسرائيل كاتس إلى استغلال العلاقات المتميزة مع إدارة ترامب لإنهاء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، من خلال مشروع كبير بتوطينهم في مواقع وجودهم. وقال نتانياهو في حديث مع صحافيين يرافقونه في زيارته الهند، إن موقف الإدارة الأميركية يضع تحديات أمام منظمة «أونروا» للمرة الأولى منذ سبعين عاماً، «هذه المنظمة التي تديم الرواية الفلسطينية في شأن اللاجئين وإلغاء الصهيونية». واعتبره «واحداً من ثلاثة مواقف أميركية»، لافتاً إلى أن الموقف الثاني هو قرارها الحازم في شأن فرض عقوبات على إيران على خلفية مشروعها النووي، والثالث يتعلق بقرارها المتوقع في غضون عام بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. بدوره، أبدى كاتس «سعادة» إسرائيل بالقرار «الذي يضع حداً لنشاط الأونروا في إدامة قضية اللاجئين الفلسطينيين، هذه المنظمة التي بدلاً من أن تعمل على تأهيل اللاجئين في أماكن سكنهم، تقوم بإطعامهم ليواصلوا الحلم بتطبيق حق العودة إلى إسرائيل». وأكد أن الإدارة الأميركية الحالية «غير متحمسة» لإغداق أموال على أهداف خارجية، وبالتأكيد ليس على أهداف لا تخدم الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أن «سلوك الرئيس محمود عباس تجاه أميركا وترامب حرّرها من المعضلات». وقال: أبو مازن يخرب بيت أهل غزة أكثر من البيت الديبلوماسي للولايات المتحدة». وتمنّى كاتس أن «تقبل» الإدارة الأميركية اقتراحه «تحويل الأموال المخصصة للأونروا مباشرة لإعادة تأهيل اللاجئين في الدول العربية والضفة وغزة حيث يقيمون، بدلاً من الانشغال بتغذيتهم». وأشاد بسياسة ترامب «الذي شطب قضية القدس كقضية دولية ويشطب بالتالي عودة اللاجئين، ونحن نرحّب بذلك»، داعياً إسرائيل إلى «استغلال هذه المواقف لحل مشكلة اللاجئين في غزة». وشدد على أن «الوضع الإنساني في القطاع ليس مشكلتنا، ما يهمنا أكثر هو الاعتراف الأميركي بالغبن الذي تواصَل عقوداً من الزمن حتى اعترف به الرئيس ترامب وأعلن القدس عاصمةً لإسرائيل». وزاد: «نحن نرى في القدس عاصمة موحدة وكاملة، وعلينا الاهتمام بأنفسنا واستغلال الدعم الأميركي لمواجهة سائر القضايا، وفي مقدمها النفوذ الإيراني في سورية والمنطقة». وعمّا إذا كان مطلوباً من حكومته التوجه إلى الولاياتالمتحدة لتوافق على فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، لفت كاتس إلى وجوب «اتخاذ خطوات ذكية ومدروسة، مثل تشريع قانون القدس الكبرى من خلال ضم خمس سلطات محلية لمستوطنات محاذية، إلى مساحة القدس، لتعزيز الغالبية اليهودية فيها. وعلينا التخلص من قطاع غزة ومن المسؤولية عنه، وتعزيز البناء في المستوطنات في القدس والضفة الغربية المقامة على 10 في المئة فقط من الأراضي الفلسطينية، ووضع هدف أمامنا بإقناع المجتمع الدولي بأن نفرض سيادتنا عليها».