واشنطن، لندن - أ ف ب، يو بي آي - أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في مقابلة بثتها شبكة «سي بي أس»، أن «من السابق لأوانه» الإسراع في سحب قوات بلاده من أفغانستان، بعدما قتلت قوات كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في الثاني من الشهر الجاري. وقال وسط دعوات للحد من الانتشار الأميركي في أفغانستان تواكب درس الرئيس باراك أوباما مخططات لسحب حوالى مئة ألف جندي أميركي بدءاً من تموز (يوليو) المقبل: «من السابق لأوانه الرضوخ لاستنتاجات الناس، لكن وضع الحرب قد يتحسن بحلول نهاية السنة، ويعود مزيد من الجنود الى الوطن». ويؤكد أنصار الانسحاب المبكر من أفغانستان أنه لم يبقَ إلا 200 عنصر من «القاعدة» تقريباً في البلاد، وذلك استناداً الى تقديرات الجيش، بينما تنشر قوات الحلف الأطلسي أكثر من 140 ألف عنصر. وكان غيتس (67 سنة) الذي تنتهي مهماته في 30 حزيران (يونيو) بعدما أمضى 4 سنوات ونصف السنة في منصبه، اعتبر سابقاً أن مقتل بن لادن «سيغير الوضع» في أفغانستان. الى ذلك، اعترف وزير الدفاع الأميركي بأنه لم يكن واثقاً بالكامل من المعلومات الاستخباراتية التي دفعت قوات الكوماندوس الأميركية الى اقتحام منزل زعيم القاعدة بن لادن في باكستان، وقال: «كنت قلقاً بصراحة، وتحفظت على صحة المعلومات عن وجود بن لادن في المجمع، إذ لم تتوافر أدلة مباشرة على ذلك، واعتمدت كلها على معطيات ظرفية، لكنها كانت أفضل معلومات حصلنا عليها ربما منذ عام 2001». وتابع: «تابعت تنفيذ العملية بتوتر كبير مع الرئيس باراك أوباما والمسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض، وفزعت حين هبطت مروحية في فناء المنزل المستهدف، لأنني كنت أعلم أن هذا ليس جزءاً من الخطة. لكن منفذي العملية كانوا رائعين». ووصف القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما بأنه أحد «أجرأ القرارات» التي اتخذها رئيس، في ظل حال عدم التيقن المحيط بمعلومات الاستخبارات والمجازفة التي تتضمنها العملية. وفي بريطانيا، أعلنت وزارة الدفاع مقتل جندي ينتمي الى صفوف قوات مشاة البحرية الملكية في انفجار عبوة ناسفة لدى تفتيش وحدته مجمعاً في منطقة واد علي بولاية هلمند (جنوب). واعتبر هذا الجندي البريطاني الأول الذي يسقط في أفغانستان هذا الشهر، ما رفع إلى 365 عدد الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في هذا البلد، حيث ينتشر حوالى 10 آلاف جندي بريطاني معظمهم في هلمند.