ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما طلبت من اسلام اباد ان تكشف لها عن هوية بعض كبار المسؤولين في الاستخبارات الباكستانية لمعرفة ما اذا كانت لهم روابط مع اسامة بن لادن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تحدد هويتهم ان الادارة الاميركية كانت عبرت عن استيائها الشديد لدى عسكريين ومسؤولين في الاستخبارات الباكستانية لرفضهم كشف هوية اعضاء في مركز الاستخبارات الباكستانية يشتبه في اقامتهم علاقات وثيقة مع بن لادن. وبحسب الصحيفة يهتم الموظفون الاميركيون في شكل خاص بقيادة مركز الاستخبارات التي هي على علاقة وثيقة مع حركة طالبان منذ حقبة الحرب ضد الاجتياح السوفياتي في افغانستان. وقال مسؤول كبير للصحيفة "من الصعب التصديق ان كياني وباشا كانا يعلمان فعلا ان بن لادن كان هناك"، مشيرا الى قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق برويز كياني ومدير مركز الاستخبارات الجنرال احمد شجاع باشا. لكنه اضاف ان "هناك درجات في المعرفة، لن يفاجئني ان اكتشفنا ان شخصا في محيط باشا كان يعلم" اين كان يختبىء بن لادن. واضافت الصحيفة الاميركية ان المحققين الباكستانيين المكلفين استعادة شريط حياة بن لادن خلال السنوات التسع الاخيرة، اكدوا هذا الاسبوع انه عاش في مدن في باكستان "مدة اطول مما كان متوقعا". ونفي الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف قيام جيش بلاده بإيواء بن لادن كما انتقد الولاياتالمتحدة بسبب العملية التي نفذتها داخل الأراضي الباكستانية. وقال مشرف في مقابلة نشرتها مجلة "فوكوس" الألمانية السبت: "لا يمكن التفكير مطلقا في أن جيشنا وفر الغطاء لإبن لادن". أضاف أنه لم تكن هناك "ثمة دلائل على وجود بن لادن" في أبوت أباد تلك المدينةالباكستانية العسكرية التي تعقب عملاء الاستخبارات الأمريكية بن لادن فيها وقاموا بتصفيته فيها. كما قال الجنرال السابق إن الولاياتالمتحدة ارتكبت "خطأ فادحا" بانتهاكها السيادة الباكستانية. وقال مشرف: "العالم يجب أن يبقى على حذر. أنني واثق من أن هجوما انتقاميا أمر متوقع". من ناحية اخرى اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن قتل أسامة بن لادن قد "يغيّر قواعد اللعبة" في ما يتعلق بالوضع في أفغانستان، لافتاً إلى أنه ما زال من المبكر بعد الحكم على تأثيره داخل كابول. وقال غيتس لعسكريين في قاعدة "سيمور جونسون" الجوية العسكرية "أظن أنه في ما يتعلق بقتل بن لادن، والوضع في أفغانستان، وجود إمكانية تغيير في قواعد اللعبة". وأضاف أن بن لادن كان له علاقة شخصية مقربة جداً من زعيم حركة "طالبان" الملا عمر ، لكن اعضاء آخرين في طالبان شعروا ان "القاعدة" خانتهم لأن طالبان طُردت من أفغانستان بسبب هجمات الأولى على الولاياتالمتحدة" في 11 ايلول/سبتمبر 2001. وقال غيتس "أظن أنه ما زال من المبكر جداً الحكم بشأن تأثير (مقتل بن لادن) على داخل أفغانستان"، مضيفاً أنه خلال 6 أشهر تقريباً قد يتمكن الأميركيون معرفة إن كان قتل بن لادن قد أحدث فارقاً. وأشار إلى أنه سيتخلى عن منصبه الذي استمر فيه 4 سنوات ونصف، في نهاية حزيران/يونيو المقبل. الى ذلك توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى قاعدة عسكرية بولاية كنتاكي الجمعة لتقديم الشكر للقوات الخاصة التي نفذت عملية قتل اسامة بن لادن. ومع ارتفاع شعبيته وتلقيه التهاني على نجاح عملية بن لادن حتى من منتقديه الجمهوريين قام اوباما بتكريم وحدة القوات الخاصة في اجتماع أحيط بالسرية في قاعدة فورت كامبل بعد خمسة ايام على الاعلان عن قتل زعيم القاعدة. وقال مسؤول أمريكي إن رجال الكوماندوس الذين نفذوا الهجوم على مجمع بن لادن قدموا لأوباما روايتهم عما حدث ومنحهم أعلى وسام رئاسي يمكن أن تحصل عليه وحدة عسكرية. وابلغ أوباما مجموعة من الجنود المبتهجين الذين عادوا لتوهم من مهمة في افغانستان "انتهز الفرصة لكي أقول باسم كل الأمريكيين والشعوب في أنحاء العالم : المهمة انجزت." وقال أوباما ان "تنفيذ العدالة في أسامة بن لادن" أظهر ان استراتيجيته للحرب في افغانستان تحرز تقدما وكرر تعهده بالبدء في سحب القوات الأمريكية من هذا البلد خلال الصيف الحالي. وأحيط اجتماع أوباما مع رجال القوات الخاصة بالكتمان لحماية الطبيعة السرية لعملهم. وكانت إجراءات السرية صارمة لدرجة أن الصحفيين الذين يسافرون مع أوباما ابعدوا عن موكبه ولم يسمح لهم حتى برؤية محيط مركز العمليات الخاصة الذي عقد به الاجتماع. وقال أوباما للجنود "لقد كان أسبوعا غير عادي لأمتنا ... زعيم الارهاب الذي ضرب أمتنا في 11 سبتمبر لن يهدد أمتنا أبدا مرة أخرى". لكنه حذر من أنها "ستستمر حربا شرسة للغاية".