واشنطن، لندن - أ ف ب، يو بي إي - اكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان انتصار «المتمردين» في افغانستان سيتيح لتنظيم «القاعدة» تعزيز قبضته على ذلك البلد ويوفر له رسالة تقوي صورته وأيديولوجيته. وأضاف غيتس في مقابلة مع محطة «سي ان ان» الاميركية خلال لقاء في جامعة جورج واشنطن انه اذا نجح متمردو «طالبان» في السيطرة على اجزاء كبيرة من افغانستان، فإن ذلك سيعطي «القاعدة» مساحة اكبر لتعزيز صفوفها. وعلى رغم ان من غير المعروف اذا كانت «القاعدة» ستنقل مقر عملياتها من شمال غربي باكستان وتعود الى افغانستان في حال سيطرت «طالبان» على كابول، قال غيتس ان هزيمة القوات الاميركية وقوات الحلف الاطلسي ستشكل انتصاراً كبيراً ل «القاعدة». ولكنه اضاف في مقابلة مشتركة مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان «ما هو اكثر اهمية في نظري، هي الرسالة التي سترسلها، والتي ستقوّي القاعدة». وأضاف غيتس ان من غير المطروح ان تسحب الولاياتالمتحدة قواتها من افغانستان وأن المنطقة تكتسي اهمية كبيرة بالنسبة الى «القاعدة» وأيديولوجية تلك الشبكة. وقال ان الحدود الافغانية - الباكستانية تشكل «المركز المعاصر للجهاد، انها المكان الذي هزم فيه المجاهدون القوة العظمى الاخرى»، في اشارة الى الاتحاد السوفياتي وهزيمته في الثمانينات أمام المقاتلين الاسلاميين. وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي) ان زعماء «القاعدة» يعتقدون «انهم باتوا اليوم يمتلكون القدرة على هزيمة قوة عظمى ثانية». وقال غيتس ان «القاعدة هي ايديولوجية، في كثير من الاعتبارات، وفكرة نهوضها من الهزيمة لكي تتحدى ليس فقط الولاياتالمتحدة وإنما حلف شمال الاطلسي و42 دولة وما الى ذلك، هي رسالة ستمدها بالكثير من القوة في حال حققت انتصاراً». وقال غيتس وكلينتون كذلك ان هدف قوات التحالف في منع افغانستان من ان تصبح ملاذاً امناً ل «القاعدة» لم يتغير وأن مراجعة الاستراتيجية بالنسبة الى الرئيس باراك اوباما هدفها دراسة افضل السبل لتحقيق ذلك. من جهة أخرى، اتهم القائد السابق للجيش البريطاني الجنرال ريتشارد دانات حكومة بلاده بجعل قواتها في افغانستان تقاتل بيد واحدة جراء رفضها ارسال تعزيزات عسكرية قوامها 2000 جندي إلى هناك. وقال الجنرال دانات الذي ترك منصبه في آب (اغسطس) الماضي في مقابلة مع صحيفة «ذي صن» الصادرة امس، إن «الهدف من عملية القوات البريطانية في افغانستان هو النجاح، لكن ذلك لن يتحقق لأن جنودنا يُقاتلون بيد واحدة والأخرى معصوبة وراء ظهورهم بسبب تجاهل الحكومة ارسال تعزيزات عسكرية إلى هناك». وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون رفض مطلع هذا العام الاستجابة لمطالب القادة العسكريين ارسال 2000 جندي اضافي إلى افغانستان، ووافق على ارسال 700 جندي فقط لفترة محددة من أجل توفير الأمن خلال فترة الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في آب الماضي. في الوقت ذاته، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس، ان جندياً بريطانياً قتل في انفجار اثناء قيامه بدورية في جنوبافغانستان. وقال بيان للوزارة ان الجندي الذي ينتمي الى الفوج الاول من حراس الرماة، قتل الاثنين اثناء قيامه بدورية راجلة في منطقة ناد علي في ولاية هلمند. وبمقتله يرتفع عدد قتلى الجيش البريطاني الى 220 منذ بدء الحرب في افغانستان اواخر 2001. الى ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الافغانية ان عشرة جنود قتلوا وأكثر من مئة من متمردي «طالبان» قتلوا او جرحوا في اشتباكات في جنوبافغانستان وشرقها. وقال بيان للوزارة ان «عشرة عناصر من الجيش الافغاني استشهدوا وأكثر من 100 عدو قتلوا وأصيبوا في جنوب البلاد وشرقها في الساعات الاربع والعشرين الماضية». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع محمد ظاهر عظيمي ان القتلى والجرحى سقطوا في عمليتين في ولايتي هلمند (جنوب) ونورستان (شرق). وشنت القوات الاطلسية والافغانية الاثنين عملية مشتركة في نورستان لإخراج متمردي «طالبان» الذين قتلوا ثمانية جنود اميركيين يوم السبت الماضي، في ما يعد اكبر خسارة لقوات الائتلاف في حادثة واحدة منذ اكثر من سنة.