أثار العرض الأردني «صوت عال» في افتتاح مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي السادس في عمّان، استياء الحاضرين بعدما خلع ممثّل سرواله على خشبة المسرح في المركز الثقافي الملكي، من دون أي مبرر فني أو درامي يبرّر فعلته. هذا الفعل، الذي يُضاف إليه ضعف العمل تقنياً وأدائياً (أخرجه عبدالرحمن بركات)، يعيد مجدداً أسئلة عدة طرحها سابقاً متابعون للنشاطات الثقافية في الأردن، حول كيفية انتقاء الفعاليات المشاركة في المهرجانات، والمعايير المتّبعة في ذلك، خصوصاً أن العرض مثار الجدل يمثّل البلد المضيف. المهرجان الذي اختتم أخيراً، لم يحظ بدعم مادي كبير من القطاعين العام والخاص، ورشحت معلومات عن وجود عجز مالي بلغ نحو 24 ألف دولار فور انطلاق الفعاليات، على رغم مساهمة الهيئة العربية للمسرح، ووزارة الثقافة الأردنية، وأمانة عمان الكبرى، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) التي اعتمدت المهرجان ضمن مشاريعها السنوية. وتجلّى غياب الدعم، في العرض السويسري الراقص «دا ماتوس»، الذي قدّمه الفنانان أنطونيو بهلير وبرايت ميولي، قبل عرض الافتتاح، بغياب ستة أعضاء من فريق العمل، بسبب المعوقات المالية، بيد أن العرض لفت انتباه المشاهدين، بقوة مشاهده ورشاقة راقصيْه. وفي خطوة غير مسبوقة في المهرجان، ومهرجانات الفرق المسرحية المحلية الأخرى، شُكّلت لجنة تحكيم لهذه الدورة، برئاسة الأردني نبيل نجم، وعضوية العراقي يوسف العاني، واللبناني جان قسيس، والكويتي فهد الهاجري، والعُمانية آمنة الربيع. ومنحت الجائزة الذهبية للمسرح الحر لأفضل عرض متكامل ونالها العرض التونسي «حقائب»، من إخراج جعفر القاسمي، والفضية للمصري «كلام في سري»، من إخراج ريهام عبدالرازق، والبرونزية للإماراتية «أنا والعذاب وهواك» الذي أخرجه عزيز خيون. كما منحت جائزة التحكيم الخاصة للعرض السوري «ميلو دراما»، من إخراج التوأمين ملص، الذي لفت انتباه الجمهور، لصغر الحيز الذي قُدم عليه، وهي مساحة لم تتجاوز ثلاثة أمتار مربعة، ما رشّحه لدخول موسوعة «غينيس» كأصغر مسرح في العالم. وانقسمت الفعاليات المشاركة في المهرجان، الى عروض خصصت للكبار، ومنها العروض الفائزة بالجوائز، فيما قُدّمت عروض للصغار من السعودية وفلسطين وسورية والأردن. كما كرّم المهرجان فؤاد الشوملي ومارغو أصلان ونبيلة الحوراني وخليل شحادة وغسان المشيني وعيسى البله وعبد المرسل الزبيدين، بمنحهم درع المهرجان. وعُقدت على هامش المهرجان، ندوة فكرية بعنوان «دور المسرح في مواجهة العنف المجتمعي»، وورشتي عمل بعنوان «الصوت ليس للسمع فحسب، وإنما للنظر أيضاً، الصوت في الفضاء»، و«الحوار واحتمالات الدراما».