خرجت مصر من الدورة ال22 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي من دون جوائز، مع أنها شاركت في مسابقته الرسمية بعرضين هما «دعاء الكروان» و «ظل الحمار»، من إنتاج مركز الإبداع التابع ل «صندوق التنمية الثقافية». وبلغ عدد العروض التي شاركت في المسابقة التي اختتمت مساء أول من أمس 34 عرضاً من 31 دولة. وعلى أي حال فإن عدد الدول العربية التي شاركت في المسابقة الرسمية لهذه الدورة بلغ 13 دولة خرجت من دون جوائز باستثناء تونس التي فاز عرضها «حقائب» بجائزة أفضل عرض وتقاسمت بطلاته الثلاث سماح دشراوي وسماح توكابري ونبيلة قويدر جائزة أفضل ممثلة. أما العدد الإجمالي للعروض التي شاهدها جمهور المهرجان على مدى عشرة أيام فبلغ 85 عرضاً من 48 دولة واستبعدت إدارة المهرجان 81 عرضاً بدعوى أنها «تتضمن مشاهد وحوارات إباحية تتنافى مع القيم والأخلاق العربية». ومعروف أن إدارة المهرجان تشكل كل عام لجنة دولية لاختيار العروض المشاركة في المهرجان، وتشكلت لجنة المشاهدة هذا العام من الأميركية مارتا كوانييه، الرئيس الشرفي للمركز الدولي للمسرح منذ عام 1995 ولمدى الحياة، والمخرجة والكاتبة المسرحية الألمانية جينكا تشولاكوفا - هينلي، والناقد والمؤلف المسرحي الفرنسي رودولف فوانو. وفاز بجائزة أفضل عرض «حقائب» لفرقة المسرح الوطني التونسى الذي أخرجه جعفر القاسمي، وفاز بجائزة أفضل إخراج بوريس فوكسا عن عرض «الإنسان الطيب» من سيشوان، وقدمته فرقة المسرح الجمهوري لوسيفارول «مولدوفا»، وفازت بجائزة أفضل ممثلة مشاركة الممثلات سماح دشراوي، وسماح توكابري، ونبيلة قويدر، عن أدوارهن في عرض «حقائب». ونال جائزة أفضل ممثل جيبسي إدجي عن دوره فى عرض «السيد والطائشون» الذي قدمته فرقة لوثوي الأفريقية. كما فاز في جائزة أفضل سينوغرافيا بولينا زيرنك عن عرض «مسرحية عاطفية لأربعة ممثلين» الذي قدمته فرقة مونتونيا «بولندا». ونال عرض «الإنسان الطيب من سيشوان» جائزة أفضل عمل جماعي وقدمته فرقة المسرح الجمهوري لوسيفارول «مولدوفا». وترأس لجنة التحكيم المخرج النمسوي جوزيف تسيللر وضمت عشرة أعضاء من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا وكندا واليونان وتركيا وغينيا والسودان ومصر. كما ضمت قائمة الدول العربية التي شاركت في المهرجان كلاً من تونس وسورية وعمان وقطر ولبنان وليبيا والأردن والبحرين والسودان والعراق والمغرب والسعودية واليمن. وكرم المهرجان الناقدة الروسية ايرينا مياجكوفا والمخرجة الإيطالية ايمانويلا جيوردانو والمخرج اليوناني ديموس أفيديليوس والمخرج البولندي فيتولد مازوركيفتس والناقد الألماني مانفريد بايلهارتس والكاتب الأرجنتيني هوجو لويس ساكوكيا والمخرج الأميركي مايكل فيلدز والممثلة المصرية رجاء حسين والمخرجة السورية حنان قصاب. ونظم المهرجان ندوة عنوانها «التجريب في مسرح الرؤى» شارك فيها على مدى ثلاثة أيام 12 مسرحياً أجنبياً إضافة إلى مسرحيين عرب منهم الأردنية مجد القصص والعمانية عزة قصابي والعراقي صلاح القصب والسوداني عثمان محمد البدوي والسوري فرحان بلبل واللبناني إيلي لحود والمغربي حسن يوسفي والمصريون أحمد زكي ونهاد صليحة وحسن عطية وأيمن الشيوي وهناء عبدالفتاح وهاني مطاوع. وأصدر المهرجان 24 كتاباً مترجماً إلى لغات عدة، إضافة إلى كتاب يضم أسماء وملخصات الإصدارات التي نشرها المهرجان على مدى 22 سنة، والتي بلغت حتى الآن 327 إصداراً. وكان وزير الثقافة المصري فاروق حسني أعلن أنه سيشكل لجنة لاختيار أفضل عشرة عروض شاركت في الدورات السابقة، على أن يتم تقديم عرضين لفرقتين منها خلال فعاليات الدورة المقبلة. وشدد حسني على أن لا نية مطلقاً لإلغاء المهرجان «الذي أصبح واحداً من أهم المهرجانات الدولية المتخصصة في المسرح التجريبي»، مشيراً إلى أن «إقبال دول من أنحاء العالم على المشاركة فيه يؤكد أنه لا يمكن أن يتأثر بغياب شخص معين». ومعروف أن حسني هو من أسس المهرجان عقب توليه منصبه في عام 1987. وفي سياق متصل قالت رئيسة لجنة المشاهدة الدولية في الدورة ال22 الناقدة الأميركية مارثا كوانييه إن الحدث «أصبح إحدى علامات القاهرة وإحدى معجزاتها، مشددة على أن فن المسرح يجعل البشر يكتشفون أن الآخرين في العالم ليسوا في حقيقة الأمر سوى نحن أنفسنا». ولكن هذه الدورة شهدت على أي حال بعض الأخطاء التنظيمية كان أفدحها إلغاء عرض فرقة داكابي السنغالية لتأخر إدارة المهرجان في إرسال تذاكر السفر إلى أعضاء الفرقة، وغاب كذلك التنسيق بين إدارة المهرجان ومطار القاهرة ما تسبب في فقدان أمتعة وملصقات وإكسسوارات بعض العروض. العرض الأفضل «حقائب» مدته 105 دقائق، وهو العمل الثاني لمخرجه جعفر القاسمي، من تأليف يوسف البحري ويتناول معاناة الممثل بصفته من زاوية نظر معينة قد لا يعدو كونه حقيبة تجر وتدفع وتحمل. ويقول جعفر القاسمي: «الجائزة الحقيقية هي أن يفهم الجمهور لغتنا ومن ثم يعمل من أجل تغيير واقعه إلى الأفضل». ومن بين العروض العربية الملفتة جاء عرض «سجون» لفرقة «المسرح الحديث» الأردنية وهو من تأليف مفلح العدواني وإخراج مجد القصص التي تشارك في المهرجان للمرة الثالثة على التوالي. وكذلك عرض «في انتظار البرابرة» الذي قدمته فرقة «آل» السورية من إخراج وليد قوتلي، وقد ارتكز على قصيدة بالعنوان نفسه للشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس. أما عرض «دائرة العشق البغدادية» وهو من تأليف وإخراج عواطف نعيم فيقدم قراءة مشاكسة لمسرحية بريخت «دائرة الطباشير القوقازية». وتضمن العرض اللبناني «غوانتانامو...معنى الانتظار» من تأليف فيكتوريا برتين وجيليان سلوفو وترجمة مها بحبوح وإخراج فرح شاعر، حكايات نساء ينتظرن عودة أزواجهن من ذلك المعتقل. العرض السوداني «دارفور سيراً على الحبل» للكاتب السوداني أحمد رضا دهاب يقوم على فكرة صراع بين كاتب النص وشخصياته يتصاعد مع قدوم شخصيات من تاريخ دارفور على الخشبة، وجسّد دهاب هذا الصراع الداخلي باستخدام خيال الظل مع احتفاظ كل شخصية بخصوصيتها من حيث الإضاءة والصوت.