حققت القوات النظامية السورية تقدماً جديداً في ريف حلب الجنوبي أمس، وواصلت سعيها إلى الالتفاف على مطار أبو الضهور العسكري في إدلب، فيما لا تزال جبهات القتال في ريف المحافظة الجنوبي الشرقي تشهد معارك كر وفرّ مع فصائل المعارضة، بغطاء جوي كثيف من الصواريخ والبراميل المتفجرة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القطاع الغربي من ريف إدلب تعرّض إلى قصف من القوات النظامية، خصوصاً مناطق في مدينة جسر الشغور وأطراف بلدتي بداما وأبو الضهور وأطراف معرة النعمان وشرق معرشورين، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في ريف إدلب الجنوبي وقريتي الحراكي والغدفة. واستهدفت غارات لطائرات حربية يُرجح أنها روسية مدينة خان شيخون وقرية أم جلال. ونقل «المرصد» عن مصادر قولها إن مناطق في قرية دير شرقي في ريف مدينة معرة النعمان، تعرّضت ليل الأحد- الإثنين إلى قصف صاروخي يُعتقد أنه روسي، أدى إلى اندلاع نيران في مبانٍ سكنية وجرح ستة أشخاص. ولا تزال الاشتباكات متواصلة بين القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها من جهة، و «هيئة تحرير الشام» و «الحزب الإسلامي التركستاني» وفصائل إسلامية من جهة أخرى، على محاور في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي. ويسيطر طابع الكرّ والفرّ على هذه المعارك خصوصاً في ظلّ استمرار سعي النظام إلى تحقيق تقدّم واستعادة السيطرة على قرى كان خسرها في ريف المحافظة. وأشار «المرصد» إلى تمكّن القوات النظامية من التقدّم في المنطقة وسيطرتها على قرية جديدة، فيما تراجعت سيطرة الفصائل إلى 21 بلدة، من دون أن يقدّم معلومات إضافية. وفي المقابل، أعلنت فصائل المعارضة أمس استعادة قرية السلومية بعد شنها هجوماً لانتزاعها من سيطرة القوات النظامية، التي تمكنت أخيراً من تحقيق اختراق في اتجاه قاعدة أبو الضهور، غير أن فصائل المعارضة استطاعت وقف زحف القوات وعرقلة تقدّمها عبر هجومين عكسيين. وصدّت الفصائل هجوماً للقوات النظامية على قرية الخوين في ريف إدلب الجنوبي. كما أعلنت «هيئة تحرير الشام» صد محاولة تقدم للقوات النظامية على قرية سروج شرق مدينة إدلب. وأشارت مواقع إخبارية قريبة من المعارضة إلى تدمير آليتين عسكريتين للقوات النظامية ومقتل وحدة كاملة على أطراف قرية الخوين بعد استهدافها بصاروخ «تاو» مضاد للدروع. وقال الناطق باسم «جيش إدلب الحر» مصطفى الحسين لوكالة «سمارت» إن مسلّحي المعارضة استهدفوا تجمعاً لقوات النظام على أطراف قريتي الخوين وأبو عمر بصواريخ من طراز «تاو»، ما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 8 عناصر. ولفت إلى أن قوات النظام تحشد قوات عسكرية وصفها بال «ضخمة» في قرية أبو دالي. وتزامناً مع معارك الكر والفر جنوب إدلب، حققت القوات النظامية تقدماً جنوب حلب أمس، وتمكنت من السيطرة على قريتي الحيانية والحلوية وتلال قريبة من بلدة ماسح، كما أفادت وكالة «سمارت». وباتت القوات النظامية على بعد 3 كيلومترات من مطار أبو الضهور الواقع شرق المدينة. وأفادت وسائل إعلامية قريبة من دمشق بأن القوات النظامية تمكنت من السيطرة على الطريق الذي يربط بلدة خناصر بحلب. وكانت القوات النظامية أطلقت أخيراً عملية عسكرية عبر 3 محاور انطلاقاً من حلب باتجاه قاعدة أبو الضهور، إثر عرقلة فصائل المعارضة تقدّمها إلى القاعدة من جنوب إدلب. وفتح المحور الأول من ريف خناصر الجنوبي الغربي، حيث تمكنت من السيطرة على 40 قرية. أما المحور الثاني، فيمتد من ريف حلب الجنوبي، حيث وصلت القوات النظامية إلى تل الضمان والتقت مع وحدات أخرى تقدّمت من المحور الأول. وينطلق المحور الثالث من ريف السفيرة الجنوبي، حيث تمت السيطرة على 24 قرية والاقتراب من أبو الضهور من جهة الشرق.