سجّلت القوات النظامية السورية تقدماً في الريف الجنوبي لمحافظة حلب أمس، ووسعت مناطق سيطرتها لتشمل 49 قرية على الأقل، بغطاء من عمليات القصف الجوي والصاروخي المكثف. أتى ذلك، فيما استمرت معارك الكرّ والفرّ بين القوات النظامية وفصائل المعارضة في ريف سنجار جنوب إدلب، القريب من مطار أبو الظهور العسكري. وتمكنت الفصائل أمس، من السيطرة على بلدة الخوين وتابعت تقدمّها في اتجاه تل مرق والصوامع. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن تقدّم القوات النظامية من ريف حلب الجنوبي في اتجاه ريف إدلب الشرقي وقاعدة أبو الضهور، قلص المسافة المتبقية بين القوات المتقدمة وتلك الموجودة في ريف إدلب الشرقي. وباتت تُقدر بأقل من 6 كيلومترات لالتقاء القوتين. وفي حال تمكنت قوات النظام من الوصول إلى قواتها الموجودة في محيط أبو الضهور، فإنها ستتمكن من محاصرة أكثر من 35 قرية داخل الحدود الإدارية المحاذية لمحافظات حلب وحماة وإدلب. وأشار «الإعلام الحربي المركزي» إلى أن القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها واصلت عملياتها في ريف حلب الجنوبي الشرقي وسيطرت على قرى جنوب مدينة السفيرة، وأخرى غرب مدينة خناصر، بعد مواجهات مع فصائل المعارضة. وكانت قوات النظام فتحت محورين جنوب حلب، لتخفيف الضغط عليها في محور قرية سنجار، القريبة من قاعدة أبو الظهور. وتضاربت المعلومات الميدانية في شأن إحراز فصائل المعارضة تقدماً على محاور القتال جنوب إدلب، خصوصاً أن الأخيرة تتقدّم ليلاً لتعاود وتُجبر على التراجع صباحاً نتيجة القصف العنيف من جانب القوات النظامية. وأشارت مواقع محسوبة على المعارضة إلى تحقيق الفصائل تقدماً في ريف سنجار. ولفتت «وكالة قاسيون» إلى أن الفصائل باتت على بعد 15 كيلومتراً من الوصول إلى قرية رملة جنوب إدلب، وحصار القوات النظامية المتقدّمة إلى محيط قاعدة أبو الضهور. وأفاد موقع «شبكة شام» بأن «هيئة تحرير الشام» و «الحزب الإسلامي التركستاني» تمكنا أمس، من السيطرة على قريتي طلب والدبشية في ريف مدينة سنجار، فيما استعادت فصائل غرفة عمليات «رد الطغيان» السيطرة على قرية المشيرفة جنوب إدلب، وسط معارك كر وفر مع القوات النظامية. ونقل موقع «سمارت» عن نشطاء قولهم إن هجوم «تحرير الشام» بدأ بتفجير سيارة مفخخة في قرية طلب جنوب مطار أبو الضهور العسكري، تلاها اشتباكات وانسحاب القوات النظامية من القريتين. وأعلن «الإسلامي التركستاني» في بيان أمس، سيطرته على قريتي مشيرفة الشمالية وتل الخزنة، بعد اشتباكات مع قوات النظام. وأوضح الناطق العسكري لحركة «أحرار الشام الإسلامية» عمر خطاب أن الفصائل تتبع «أسلوب الكر والفر الذي يتناسب مع طبيعة الأرض الجغرافية وسياسة قوات النظام وآلته العسكرية»، بهدف تشتيت القوات النظامية وإلحاق خسائر بشرية ومادية في صفوفها. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن فصائل المعارضة شنّت «هجوماً مباغتاً» على القوات النظامية شمال وغرب مدينة سنجار ليل الجمعة، بهدف استعادة السيطرة على القرى التي انتزعتها القوات النظامية أخيراً. وتزامن هذا الهجوم مع عملية مماثلة شنّتها فصائل عملية «رد الطغيان» على بلدة عطشان، مكنتها من السيطرة عليها لفترة وجيزة قبل أن تُجبر على الانسحاب نتيحة كثافة القصف الجوي والصاروخي. وأوضح مصدر عسكري ل «شبكة شام» أن الفصائل تتبع «تكتيكاً عسكرياً» في معارك ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، «من شأنه أن يعطيها أفضلية في المواجهة والمناورة». وأضاف أن الهجمات الليلية التي تبدأ بعد غياب الطيران الحربي، تمنع الغطاء الجوي عن القوات النظامية بسنبة 70 في المئة. كما تسببت الهجمات الليلية بحالة إرباك في صفوف القوات النظامية، وتمنعها من التحرك بحرية في المنطقة وقد توقعها في مكامن. وشدّد الصدر على ضرورة أن تستفيد الفصائل من هذه الاستراتيجية وتسرع في تحسين مواقعها وتثبيتها عبر بناء السواتر والخنادق، ما يساعدها على الصمود نهاراً ضد عودة الطيران الروسي والسوري. وتتبع القوات النظامية استراتيجية «الأرض المحروقة» التي تقضي بتمهيد ناري كثيف ما يساعدها على التوسع على حساب الفصائل. وشنّت طائرات جوية سورية وأخرى روسية غارات على بلدة سرجة في جب الزاوية أمس، استهدفت بشكل مباشر مركز الدفاع المدني ما أدّى إلى تدميره وخروجه عن الخدمة. وقُتلت امرأتان وطفل في قصف جوي استهدف بلدة كفربطيخ، فيما قُتل عشرة أشخاص على الأقل بينهم أطفال في غارات استهدفت ليل الجمعة- السبت بلدة خان السبل. وتسببت الحملة العسكرية في نزوح عشرات آلاف المدنيين من قراهم، في اتجاه مناطق بعيدة من القصف في ريف حلب الغربي. ووثقت «شبكة شام» نقلاً عن «منسقي الاستجابة في الشمال السوري» نزوح أكثر من 258 ألف شخص من ريفي حماة وإدلب الشرقيين.