كثّفت القوات النظامية السورية هجماتها الصاروخية على قرية الشيخ بركة جنوب محافظة إدلب، تمهيداً لاقتحام ناحية سنجار الاستراتيجية شرقاً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن القوات النظامية حققت تقدماً واسعاً على حساب فصائل المعارضة، وتمكّنت من السيطرة على قرى المشهد ومريجب المشهد وتل خزنة وام رجيم في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بغطاء من الضربات الجوية والصاروخية المكثفة. ونقل موقع «عنب بلدي» عن مصادر من «الجيش السوري الحر»، حديثها عن «تقدّم كبير» حققته القوات النظامية في القرى الواقعة شرق سكة الحديد، ما مكنها من الوصول إلى مسافة أقل من أربعة كيلومترات من سنجار. وتُعتبر الأخيرة مكسباً استراتيجياً مهماً، إذ قد تستخدمها القوات النظامية قاعدة انطلاق لعملياتها الهادفة إلى الوصول لمطار أبو الضهور العسكري جنوب شرقي إدلب. وفي حال سيطرتها على سنجار تصبح على مسافة أقل من 16 كيلومتراً من أبو الضهور. ومع تقدّم الأمس، توسّع نطاق سيطرة النظام جنوب إدلب إلى 14 قرية على الأقل خلال اليومين الماضيين، ليرتفع بذلك إلى 84 عدد القرى والبلدات والمناطق التي انتزعتها القوات النظامية من فصائل المعارضة منذ بداية هجومها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وتعتمد القوات النظامية في معاركها على الضربات الجوية المكثفة بدعم من الطائرات الروسية، لإجبار مسلحي المعارضة على الانسحاب تمهيداً لدخولها البري، كما تواصل استهداف المناطق السكنية قرب محاور القتال. وقُتل مدنيان اثنان على الأقلّ في براميل متفجرة ألقاها الطيران السوري على قرية الغدفة إدلب أمس، فيما قُتل مدني في قصف جوّي يُرجّح أنه روسي على قرية المالحة. واستهدفت القوات النظامية المتمركزة في ريف حماة بلدة جرجناز براجمات الصواريخ، فيما شنّت طائرات حربية يرجح أنها روسية غارات بالصواريخ الفراغية على قرى التح ومعرشمارين والهلبة وسنجار، وبلدتي التمانعة وأبو ظهور ومطارها العسكري. وترافقت الغارات الجوية والقصف الصاروخي مع معارك عنيفة بين القوات النظامية والفصائل التي تسعى إلى صدّ الهجوم على الشيخ بركة، بعد خسائر متلاحقة مُنيت بها على محاور القتال جنوب إدلب. ونقل موقع «سمارت» المحسوب على المعارضة عن مصدر عسكري من الفصائل، قوله إن التراجع أمام القوات النظامية يعود إلى اعتماد الأخيرة على استراتيجية «الأرض المحروقة»، مشيراً إلى أن الانسحابات المتتالية للفصائل كانت «نتيجة القصف المكثف لقوات النظام وصعوبة الطبيعة الجغرافية للمنطقة كونها صحراوية وخالية تقريباً من الأبنية السكنية». وعلّق المصدر على اتهامات للفصائل بتسليم المنطقة للنظام تنفيذاً لمقررات محادثات «آستانة-8» برعاية روسية-تركية-ايرانية، نافياً تسليمها إلى أي جهة كانت. وأكد أن فصائل المعارضة تحضرّ لعملية عسكرية مشتركة تجمع بين «الجيش السوري الحر» والكتائب الأخرى، لكنّ «القصف العنيف والضغط المستمر يعيق بدء العمل». في هذا الإطار، أشار «المرصد» إلى بدء «تحرير الشام» والفصائل تشكيل خط جبهة في الخطوط الخلفية وتثبيته، بهدف صد هجوم القوات النظامية التي تحاول التقدم شمالاً في اتجاه مطار أبو الضهور العسكري. وكانت فصائل المعارضة قسمت الجبهات العسكرية في ريف إدلب الجنوبي إلى قطاعات، مطلع الشهر الجاري، كأحد بنود اتفاق تشكيل غرفة العمليات المشتركة لصد تقدم القوات النظامية.