تمكّن تنظيم «داعش» من التقدم في الريف الشمالي الشرقي لحماة وأطراف الحدود الإدارية لمحافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة السورية، بعد نحو شهر من طرده منها. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التنظيم المتطرف تقدم بعد انسحاب «هيئة تحرير الشام» من قرى حوصِرت فيها، في أطراف ريف حماة وأطراف ريف إدلب الجنوبي، إثر عملية القوات النظامية المتواصلة منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، والتي وسّعت من خلالها سيطرتها على مناطق في ريف إدلب الجنوبي الشرقي المحاذي لريف حماة الشمالي الشرقي واقترابها إلى مسافة نحو 8 كيلومترات من مطار أبو الضهور العسكري. وانسحبت الهيئة من قرى خيرية، دلالة، عبلة، عب القناة، تل الحلاوة، جب الصفا، قصر بن وردان، رسم التينة، تليل الحمر، رسم العنز ومداحي، ليرتفع عدد القرى التي سيطر عليها «داعش» في الريف الشمالي الشرقي لحماة وأطراف محافظة إدلب، منذ بدء هجومه في 9 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى 43 قرية. ويعدّ التقدم داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، الدخول الثاني ل «داعش» إلى المحافظة منذ طردته فصائل المعارضة منها قبل نحو 4 سنوات. وكان التنظيم هاجم المنطقة قبل شهر سيطر خلالها على قرية حدودية. واتهمت المعارضة في وقت سابق النظام بفتح الطريق أمام عناصر التنظيم الإرهابي من منطقة خنيفيس شرقي حماة، ليعبروا إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة و «هيئة تحرير الشام». ومقابل ذلك، سمح «داعش» بوصول قوات النظام إلى منطقة خناصر في حماة عبر فتح الطريق أمامهم من جنوب محافظة حلب. ووثق «المرصد» مقتل 297 مقاتلاً من «داعش» في مقابل مقتل 172 من مسلحي «هيئة تحرير الشام» في المعارك. إلى ذلك، سيطرت القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها على قرى جديدة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حماة. وقالت مصادر عسكرية في ريف حماة لموقع «عنب بلدي»، إن النظام أحكم سيطرته أمس على قريتي الرهجان والشاكوسية، في إطار معارك بدأت من محور جديد في المنطقة نحو مطار أبو الضهور العسكري. كما أعلنت وسائل إعلام رسمية سيطرة قوات النظام على طريق أبو الضهور- معرة النعمان نارياً، بعد التقدم الكبير الذي حققته في ريف إدلب الشرقي. في المقابل، ذكرت «هيئة تحرير الشام» أن عناصرها قتلوا 35 جندياً من القوات النظامية بعملية تسلل في قرية زرزور شرق مدينة إدلب ليل الإثنين– الثلثاء. وسيطر النظام على قريتي شم هوى والزرزور التابعتين لناحية التمانعة في وقت سابق بعد انسحاب عناصر الهيئة منها.