أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن تمويل الأعمال الأدبية «يؤثر في حركة الكتاب بشكل لافت، سواء بطبع الكتاب وما يتبعه من تكاليف، أم في الدعاية والترويج له، أم في نشره وإخراجه للناس»، مشيراً إلى أن مبادرة عبداللطيف جميل للإصدار الأول بالتعاون مع نادي جدة الأدبي، بدورها «تؤثر في حركة الكتاب بل في حركة الثقافة كلها، كما غيّر وأثر المازني والمنفلوطي في شكل المقالة العربية حينما ظهرت كتاباتهم على صفحات الجرائد آنذاك، فبعد أن كانت المقالات تدور في إطارها الجدلي الذي وضعها فيه الجاحظ وكاد يغلقه عليها، وسعها أولئك القوم ومن هم على أضرابهم لتعبر عن مشاعرهم الذاتية أو لتصبح إدارة للتفكير المنطقي العلمي كما هو عند طه حسين والعقاد». وقال خوجة، في الاحتفال الذي نظمه «أدبي جدة» للفائزين الخمسة بمبادرة عبداللطيف جميل للإصدار الأول مساء الأربعاء الماضي، إننا نحتفل بالإصدار الأول «في الوقت الذي ننظر إلى الصناعة الثقافية إن جاز التعبير بعين من الحكمة والأناة، فالكتاب الأدبي متنوع تتنازعه الكثير من التخصصات الدقيقة، ولا يمكن الفصل بمعياريه باللغة في هذا الأمر، لأنه يخضع للتنوع الفكري، الذي تحظى به بلادنا»، مشيراً إلى أن الشك لا يداخله «في فتوة أدبنا المحلي وتنوعه وما من دليل على ذلك أبرز وأظهر من حيازة الكتاب السعودي أرقاماً عالية في مبيعات المعارض الدولية للكتاب، وتنافس الناشرين العالميين على نشر الكتاب السعودي، وكل ذلك يشير بجلاء إلى أن الكتاب يعيش فترة ذهبية ينبغي أن تستثمر بالشكل الصحيح». وشكر وزير الثقافة والإعلام مبادرة عبداللطيف جميل «على ما تقدمه من خدمات جليلة في خدمة المجتمع. كما أتوجه بالشكر الجزيل لنادي جدة الأدبي، الذي أولى البذور الأولى في الثقافة المحلية اهتمامه وحرصه وعنايته». فيما قال رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية المهندس محمد عبداللطيف جميل، في كلمته خلال الحفلة، إن هذه المبادرة «تعنى بتشجيع الناشئين من أصحاب المواهب الأدبية والعلمية لتقديم إبداعاتهم والمشاركة بها في مبادرة عبداللطيف جميل للإصدار الأول»، لافتاً إلى حرص مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، من خلال مسابقة الإصدار الأول، على الكشف عن الإبداعات الأدبية المتنوعة، «وإعطاء الفرصة للمتقدمين لترويج أعمالهم الأدبية، ودعم الفائزين منهم بطباعة تلك الأعمال وتوزيعها لإثراء الساحة الأدبية في وطننا». وذكر جميل أن المبادرات أطلقت مطلع هذا العام مبادرة «الفن جميل»، كأحد مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، والتي تضم البرامج الفنية والأدبية كافة تحت هذه المبادرة، لتشمل التعريف بالفنون الإسلامية كما في صالة جميل الفن الإسلامي بمتحف فكتوريا وألبرت بلندن وجائزة جميل للفن الإسلامي والأولمبياد الفنية للطلاب وجائزة الفن جميل للتصوير الفوتوغرافي وجائزة «الهم» و«أبدع»، إضافة إلى جائزة عبداللطيف جميل للإصدار الأول، مشيراً إلى أن مبادرات عبداللطيف جميل للإصدار الأول «تستهدف إنتاجات الشباب المبدعين الذين لم يسبق لهم طبع أي من أعمالهم الإبداعية». وأوضح رئيس «أدبي جدة» الدكتور عبدالله السلمي أن النادي يحرص «ألا يكون يوماً بعث جفاء بين أقطار الوعي وأقطاب التأثير من مؤسسات ثقافية أو علمية أو تجارية، أو خدمية وأن يهزم المراهنات حينما تخفف من نشاطه المنبري القولي الإلقائي ونمطية الفعاليات المنبرية ليستجيب للمعطيات والمتغيرات، فاتجه إلى روافد تعينه على أداء رسالته». واعتبر مبادرة عبداللطيف جميل «كسراً لحواجز التردد لدى المبدعين الشباب من المؤلفين، الذين أوشكت مواهبهم أن تفقد بريقها أو تندثر ولكننا من خلال هذا المشروع نعلن أن قوافل الإبداع التي انطلقت من هذه المبادرة لن تتوقف، وإنها ستنافس في معارض الكتب وستزاحم على الوصول لعقول المتلقين لما فيها من إبداعات». فيما لفت المدير العام التنفيذي لمبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية الدكتور إبراهيم باداود إلى أن «أدبي جدة» يعد صرحاً نفتخر بأعماله في المجالات الأدبية والثقافية، ولذلك فقد وجدنا أن نتشارك في مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية مع النادي من أجل أن نساعد هذا النادي في أن يقوم بدورة تهيئة الفرصة لمبدعي الوطن، وليكونوا معالم ثقافية مميزة على مستوى العالم العربي». الفائزون ثلاث شابات وشابان أعلن في الحفلة أسماء الفائزين الخمسة بمسابقة مبادرة عبداللطيف جميل «للإصدار الأول» والذين فازوا بفرصة طباعة إصداراتهم الأدبية والثقافية من أصل 108 مشاركين، منهم 18 مشاركة في مجال الشعر، و25 مشاركة في مجال القصة، و47 مشاركة في مجال المدونات، و13 مشاركة في مجال الثقافة الإسلامية، وخمس مشاركات في مجال النقد. وتوزعت هذه المشاركات على أرجاء المملكة كافة. وجاءت النتائج كالآتي: الشعر: يحيى عبدالهادي العبداللطيف، عن ديوان «أحيانا.. يشتبهون بالوجع». القصة القصيرة: خليل إبراهيم أحمد الشريف عن مجموعته القصصية «لا يوجد مكان مناسبات للموت». المدونات: وعد عابد خيمي عن «فوق ضجيج عقل»، عبارة عن نصوص متنوعة. البحث العلمي في الثقافة الإسلامية: سمية سراج حسن فتحي عن بحثها «ثقافة المجتمع في مواجهة الكوارث». البحث العلمي في مجال الأدب والنقد: مشاعل عمر صالح بن جحلان عن بحثها «شعر الحياة اليومية في المجتمع السعودي المعاصر، «موضوعاته، أسلوبه، سماته، لغته، رؤاه واتجاهاته الفكرية».