أعلن جهاز مكافحة الارهاب امس تدمير معسكر لتنظيم «داعش» وقتل أكثر من 20، بينهم عرب في الفلوجة، في وقت رحب مجلس محافظة الأنبار وأوساط عشائرية بدعوة رئيس الوزراء نوري المالكي لعقد مؤتمر وطني لإنهاء الأزمة شرط ان تقترن الدعوة برغبة جدية في تنفيذ الوعود واستبعاد المنتفعين من تدمير المحافظة. وقال الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان في تصريحات صحافية إن «قوات النخبة بالتنسيق مع المدفعية دمرت صباح أمس معسكراً في منطقة جبيل في الفلوجة»، مبيناً أن «المعسكر تابع لعصابات داعش». وأوضح أن تدمير المعسكر «أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصاً، بينهم جزائريون ومغاربة»، مشيراً الى أن «العمليات استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة». وكشفت مصادر في قيادة عمليات الأنبار مقتل سبعة من عناصر تنظيم «داعش» في اشتباك مع قوة من الجيش متمركزة قرب موقع المزرعة شرق الفلوجة، كما شهدت الأنبار امس قصف قافلة تابعة للتنظيم على الحدود مع سورية. وعن الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي الأربعاء الماضي لعقد مؤتمر وطني بمشاركة جميع الأطراف في محافظة الانبار، أكد عضو مجلس المحافظة طه عبدالغني ان «الدعوة طيبة اذا صاحبتها الجدية، لأن الكثير من الامور اذا كانت على مستوى دعوات او اجتماعات لافراد او جماعات غالباً ما تفشلها القوى التي لا تريد الاستقرار للمحافظة». وأضاف أن «الدعوة متأخرة الا انها مفيدة، خصوصاً اذا وجهت الى جميع الاطراف عدا الاطراف التي تمتلك أجندات خارجية أقليمة او دولية والتي تحاول ان تضع العصي في دولاب اي مبادرة للحل واذا استبعدت تلك القوى ستكون المبادرة ناجحة». وتابع: «الا ان استبعادها لا يعني تهميشها وانما ابعادها عن التنسيق للمؤتمر لانهم سيحاولون وضع الاسماء التي يرغبون بها». وزاد: «اذا كانت هناك جدية في صياغة الدعوات الى اشخاص يمتلكون التأثير الحقيقي داخل المحافظة في حل الازمة ستكون المبادرة ناجحة، اما اذا كانت الدعوة كسابقاتها موجهة الى اناس لا يريدون للازمة ان تنتهي، مثل المنتفعين حزبياً او شخصياً منها فان المبادرة سيحكم عليها بالموت قبل ان تنطلق». ورحب رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة بالدعوة التي اطلقها المالكي. وقال ل «الحياة» ان «هذه الدعوة هي استكمال للمبادرة التي اطلقت قبل 3 اشهر بحضور شيوخ العشائر ومجلس المحافظة والقادة الامنيين إضافة الى رئيس الحكومة فمثل هذه المبادرات تصب في مصلحة المحافظة لذلك لاقت ترحيباً في مختلف الأوساط». وأكد ان «الايام المقبلة ستشهد عودة كبيرة للنازحين وسيتم بعدها اطلاق حملة عسكرية كبيرة لعزل من ساند داعش والمحايدين ومن ساند القوات الامنية في محاربة داعش في جبهة واحدة لطرد المسلحين». واعتبر ان «هذه الدعوة تأتي لتوحيد المجتمع الانباري ومحاولة استقطاب المحايدين ممن لم يتخذ موقفاً مع او ضد داعش ويعتقد بأن لديه مطالب من خلال تنفيذ مطالبهم». وعن مدى جدية الحكومة قال: «هناك ازمة سياسية في البلد وهناك دخول سياسيين غير جيدين في العملية وهذا ألحق الضرر في البلاد» واعتبر ان «تشكيل الحكومة عام 2010 بني على اساس الحصول على المناصب على وقع خلاف برلماني دام 4 سنوات لذلك فإن الحل لتنفيذ جميع المطالب الكفيلة بحل الازمة تكمن في بناء حكومة قوية باتحاد برلماني تنفيذي تشريعي». وزاد أن الوضع في الفلوجة «لم يحقق اي تقدم، وكان لدينا اجتماع اليوم مع ممثل الامين العام للامم المتحدة في نيكولاي ميلادينوف وتم الاتفاق على ان ازمة الفلوجة لا تحل الا بإنشاء مخيم للنازحين ممن لم يستطيعوا الخروج من المدينة». وأضاف: «لا بد من وجود جهد حكومي اممي لانشاء مخيم امن ومن ثم شن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على مسلحي داعش ومنعهم من الانتقال الى محافظة اخرى وتدميرها». الى ذلك، أعلنت قيادة عمليات دجلة، في محافظة ديالى تدمير اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ومقتل مسلحين خلال اشتباكات اندلعت في ناحية العظيم. وأوضح قائد العمليات الفريق عبدالامير الزيدي ان «14 مسلحاً قتلوا خلال مواجهات اندلعت بين تشكيلات الفرقة الخامسة التابعة لعمليات دجلة في منطقة الحاوي، شمال بعقوبة، اضافة الى تدمير خمسة مركبات مزودات برشاشات»، وأضاف ان الاجهزة الامنية «تمكنت ايضاً من تدمير اهم معاقل داعش في الناحية بعد العثور على عبوات واحزمة ناسفة وكمية كبيرة من الأعتدة والمتفجرات والاسلحة». أمنياً أيضاً، ارتفعت حصيلة الهجمات التي وقعت الاربعاء الى 74 قتيلاً، في موجة تعد الأكثر دموية منذ سبعة اشهر، على ما افادت مصادر امنية وطبية أمس. ووقعت الهجمات الافدح في نهاية اليوم في الموصل، حيث قتل في تفجير سيارتين مفخختين 21 شخصاً بينهم 14 من قوات الامن. وفي شمال العاصمة، أسفر انفجار سيارة مفخخة بعد الظهر عن 16 قتيلاً على الاقل وخمسين جريحاً وفق مصدرين طبي وامني في حي الكاظمية الذي تقطنه غالبية شيعية. كما انفجرت ثلاث سيارات مفخخة اخرى في احياء الامين ومدينة الصدر والجهاد مخلفة عشرين قتيلاً. وأوقعت هجمات اخرى اربعة قتلى في بغداد، فيما قتل عشرة آخرون في محافظتي كركوك ونينوى وصلاح الدين، جميعها شمال بغداد. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجمات على الفور، لكن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام عادة ما يعلن مسؤوليته عن هجمات منسقة تستهدف الطائقة الشيعية وقوات الامن الحكومية.