نيقوسيا - أ ف ب - قتل أربعة أشخاص السبت وأصيب آخرون بجروح في تلكلخ، بمنطقة حمص وسط سورية، برصاص قوات الأمن وفق ما أعلن شاهد ومصدر طبي لوكالة «فرانس برس». وقال شاهد عيان إن «قوات الأمن التي تحاصر منذ الصباح تلكلخ، تطلق النار من أسلحة آلية، فقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب الكثير بجروح». وسجلت السبت حركة نزوح جديدة لمئات المواطنين السوريين معظمهم من النساء والأطفال بينهم مصابون، من بلدة تلكلخ الحدودية نحو منطقة وادي خالد المجاورة في شمال لبنان هرباً من أعمال العنف. وتوفي أحد الجرحى السوريين الذين نقلوا إلى لبنان في المستشفى متأثراً بجروح أصيب بها نتيجة طلق ناري. وذكرت امرأة فرّت إلى الحدود مع لبنان قرب تلكلخ أنها رأت جنوداً وأفراداً من ميليشيا موالية للنظام، وسمعت أصوات إطلاق نار في البلدة بعد يوم من تظاهرة اندلعت هناك مطالبة بإسقاط النظام. وكان ناشطون حقوقيون ذكروا أن قوات الأمن السورية قتلت ستة أشخاص في تظاهرات في شتى أنحاء سورية الجمعة على رغم تعليمات بعدم إطلاق النار على المتظاهرين وتعهد الحكومة بإجراء «حوار وطني» خلال أيام. وأعلنت الناشطة في مجال حقوق الإنسان رزان زيتونة مقتل 6 أشخاص الجمعة، موضحة أن القتلى سقطوا في مدينة درعا الجنوبية وضاحية القابون في دمشق ومدينة حمص بوسط البلاد. وأكد ناشط آخر أن شخصين قتلا في حي القابون بدمشق بعد صلاة الجمعة لدى خروج المصلين من مسجد أبو بكر، موضحاً أنهم تعرضوا للضرب بالهراوات، ثم حصل إطلاق نار. وفي حمص (وسط)، قتل ثلاثة أشخاص الجمعة، كما أوضح الناشط. وقضت امرأة متأثرة بجروحها الجمعة في قرية الحارة القريبة من درعا التي تبعد 100 كلم جنوبدمشق. وكانت أصيبت قبل أيام خلال عملية اقتحام قام بها الجيش لهذه القرية، وفق الناشط. وقال ناشط حقوقي آخر إن قوات الأمن فتحت النار أيضاً على تظاهرة ليلية في بلدة الميادين الواقعة في شرق البلاد ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص. وجرت تظاهرات سلمية في الكثير من المدن والبلدات السورية الجمعة، ولوحظ أن عدد القتلى ضئيل مقارنة مع الأيام السابقة. وقال ناشط حقوقي إن بثينة شعبان، وهي من كبار مستشاري الأسد، أبلغته بأن الرئيس أمر قوات الجيش والشرطة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. وقال شاهد إن قوات الأمن تراجعت عن مواجهة تظاهرة ضخمة الجمعة في الرستن قرب مدينة حمص بوسط سورية. وقال ديبلوماسي غربي «هناك علامات على أن الرئيس الأسد ربما غيّر الأساليب كردّ فعل على الضغط الدولي» وأضاف أن «عمليات إطلاق النار أقل، ولكن حقيقة خروج الناس (الجمعة) للاحتجاج مع انتشار أمني كثيف أمر ملحوظ». وكان وزير الإعلام السوري عدنان حسن محمود أعلن صباح الجمعة أن «الأيام المقبلة ستشهد حواراً وطنياً شاملاً في مختلف المحافظات»، مشيراً إلى أن قوات الجيش بدأت بالانسحاب من مدينة بانياس الساحلية وأنها استكملت انسحابها من مدينة درعا الجنوبية. وقال ناشطون بارزون إن الحوار لن يكون جدياً إلا إذا أفرجت الحكومة عن آلاف السجناء السياسيين وسمحت بحرية التعبير والتجمع. وقال عارف دليلة الاقتصادي الذي التقى بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد الأسبوع الماضي إن «هيمنة الجهاز الأمني على الحياة في سورية» يجب أن تنتهي حتى يتم تمثيل الآراء المختلفة. وقال «نحن تعودنا على هذه الحوارات في سورية حيث يحشد النظام الموالين له في مؤتمر بينما يبقى الرأي الآخر في السجن أو تحت الأرض».