دعا الرئيس التنفيذي لشركة ناس القابضة سليمان الحمدان إلى مساواة «طيران ناس» بالخطوط الجوية العربية السعودية، حتى تستطيع الشركة مواجهة تكاليف التشغيل، خصوصاً كلفة الوقود، الذي يمثل 37 في المئة من الكلفة التشغيلية، وقدّر حجم الخسائر التي تكبدتها «ناس» منذ بدء تسيير رحلاتها في شباط (فبراير) 2007 حتى الآن بنحو 800 مليون ريال. وقال الحمدان في مؤتمر صحافي في إسطنبول، بمناسبة تدشين خط طيران جدة - إسطنبول، إن «طيران ناس» تواجه صعوبات متزايدة «العراقيل تزداد، ونحن لا نطالب سوى بالعدل، ومثلما هناك معاملة خاصة تجدها الخطوط السعودية، فيفترض أن تكون المعاملة بالمثل». وعزا الحمدان المشكلات التي تواجه «طيران ناس» إلى أسعار الوقود العالية مقارنة بدول عربية وخليجية وقال: «أسعار الوقود في السعودية هي الأعلى، وتزيد على أسعار الدول الخليجية بما بين 18 و22 في المئة، كما أن الوقود في السودان أرخص من السعودية بنسبة 20 في المئة»، مشيراً إلى أن عدم تحديد سعر التذاكر يعتبر مشكلة كبرى. وحول كلفة الوقود قال الحمدان: «نحن نستهلك 13 مليون لتر من الوقود، بكلفة تتراوح بين 47 و50 مليون ريال، وتمثل قيمة الوقود 37 في المئة من الكلفة التشغيلية، وندفع سنوياً 600 مليون ريال ثمناً للوقود، مقارنة بما تدفعه الخطوط السعودية، والبالغ 60 مليون ريال سنوياً». وطالب الجهات المختصة بإيجاد حلول للمشكلات، التي تواجه صناعة النقل الجوي وقال: «أين التخصيص؟ وأين المزايا التي نجدها في قطاع الاتصالات، والتي أوجدت صناعة قوية، وفتحت الاستثمار، وشجعت القطاع الخاص، ولم تستثن شركة حتى لو كانت حكومية؟»، مستشهداً بشركتي موبايلي وزين اللتين نافستا الاتصالات السعودية، وانعكس التنافس على مصلحة الدولة ورفاهية المواطن. ولفت إلى أن غالبية القطاعات وجدت الدعم من الجهات المختصة، ما أسهم في تجاوزها المعوقات التي تواجهها، مطالباً بحلول سريعة للمعوقات التي تواجه النقل الجوي، خصوصاً أنه من القطاعات المهمة عند الدولة والمواطن. وتابع قائلاً: «قطاعات مثل الكهرباء أو النقل البري أو الاتصالات تجد الدعم والاهتمام، ولكن القطاع الجوي لا يجد سوى الخسائر». وتساءل الحمدان قائلاً: «لماذا لا يكون في السعودية وهي الدولة الأكبر، ومساحتها أكبر بكثير من دول عالمية سوى شركتي طيران فقط، خلافاً للدول الأخرى الأقل مساحة، والتي توجد لديها شركات طيران عدة». وعن السبب وراء توسع «طيرن ناس» في الوجهات الدولية قال الحمدان، إن «الخسائر التي لحقت بالشركة على المستوى الداخلي، أجبرت الشركاء المساهمين على ضخ أموال والتوسع دولياً، لتعويض الخسائر وتحقيق مكاسب من الرحلات الدولية، ونبحث عن الريال في أي مكان». وشدّد الحمدان على أن «القيود التي وضعت في طريق شركة طيران ناس صعبة، وأجبرتهم على خفض التكاليف من كل النواحي لتفادي أزمات أكبر». واعتبر أن السعوديين أرهقوا أنفسهم وأموالهم، بغية التنقل براً في كل المدن، لذا فهم يرغبون في التنقل جوياً، «ولكن للأسف لا توجد سوى خطوط جوية واحدة، وهذا ما يجعلنا نطالب بفتح المجال لخطوط أخرى ودعمها، فانسحاب سما جاء بسبب الضغوطات والقيود والخسائر المادية، ونطالب الجهات المختصة بحل المشكلات سريعاً، لأن ذلك من مصلحة البلد والمواطن السعودي». وعاد الرئيس التنفيذي لشركة ناس القابضة ليتساءل: «لماذا هناك دعم للخطوط السعودية، ولا يوجد دعم للطيران الاقتصادي؟ نحن نحتاج إلى وسائل نقل، وذلك لاتساع مساحة السعودية، وافتقاد بعض المناطق لرحلات طيران، وبعض المسؤولين لا يشعرون بالمعاناة التي يعاني منها المواطن في نقص رحلات الخطوط السعودية، التي تبحث عن دعم من مجلس الشورى، على رغم جميع المميزات التي تحظى بها وطيران ناس من دون دعم حكومي».