تابع الثوار الليبيون مساعيهم لإرساء شرعيتهم الدولية والحصول على أموال. وبعد محادثات أجراها رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل في لندن ورئيس المكتب التنفيذي في المجلس محمود جبريل في واشطن، انتقل الأخير إلى باريس حيث أجرى محادثات مع الرئيس نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه بحضور رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون. ولم يصدر أي بيان عن قصر الإليزيه في ختام الاجتماع الذي دام ساعة أمس، كما لم يدل جبريل بأي تصريح عقب خروجه. وكان وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه دعا في مقابلة مع «الحياة» أول من أمس الى تكثيف الضغط العسكري على نظام القذافي الذي «انتهى». وقال «لن يستمر التدخل في ليبيا أشهراً وأشهراً، إنها مسألة أسابيع». وكانت فرنسا أول دولة تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي في العاشر من آذار (مارس) الماضي كمحاور شرعي ليبي، تبعتها بعد ذلك ايطاليا وبريطانيا وقطر وغامبيا. كما دفعت فرنسا بقوة باتجاه صدور قرار مجلس الأمن الذي اتاح توجيه ضربات جوية ضد قوات القذافي لحماية السكان المدنيين. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن الرئيس الفرنسي ينوي الدعوة الى عقد «مؤتمر لاصدقاء ليبيا» لتنظيم الفترة الانتقالية في هذا البلد. ونقلت الوكالة عن مصدر ديبلوماسي فرنسي ان اللقاء السبت بين ساركوزي وجبريل «سيناقش مشروع توسيع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا» لتنضم إليها دول مثل روسيا و «أطراف أخرى لها ارتباطات بليبيا». وأضاف المصدر نفسه ان «الهدف من هذا المؤتمر هو تقديم دعم سياسي قوي وتأمين التمويل اللازم لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي». ويكثف قادة الثوار تحركاتهم الديبلوماسية مستفيدين من تحقيق انتصارات على الارض خصوصاً في مصراتة (غرب)، وهم يطالبون خصوصاً بتأمين الامكانات المالية لهم. وكرر جبريل الجمعة في واشنطن ان الثوار يواجهون «مشكلة مالية خانقة» وهم بحاجة إلى ثلاثة بلايين دولار خلال الاشهر القليلة المقبلة. وتابع المصدر الفرنسي نفسه في باريس «سنناقش ما يمكننا تأمينه على المستوى الوطني وكيفية استخدام أموال القذافي المجمدة» مضيفاً انه «لا بد من عمل مشترك» في هذا المجال. وكانت مجموعة الاتصال حول ليبيا قررت خلال اجتماعها الاسبوع الماضي في روما انشاء «صندوق خاص» لمساعدة الثوار، وبحثت سبل استخدام اموال القذافي واقربائه والمقدرة بنحو 60 بيلون دولار في العالم بينها 30 بليوناً في الولاياتالمتحدة. وأفاد مصدر قريب من الادارة الاميركية ان واشنطن قد توافق على المدى القريب على دفع نحو 150 مليون دولار للثوار الليبيين. وكان جوبيه اعلن الاسبوع الماضي ان فرنسا ستحدد مساعدتها المالية للثوار، بعد ان تكون الولاياتالمتحدة قد اعلنت قيمة مساهمتها في دعم الثوار. وإضافة الى الامكانات المالية يطالب الثوار بالسلاح لمواجهة قوات القذافي الافضل تجهيزاً وتدريباً، وهذا ما فعله رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل خلال زيارته للندن الخميس الماضي. وعلى غرار ايطاليا وبريطانيا أعلنت فرنسا في نيسان (ابريل) ارسال ضباط اتصال لدى الثوار الليبيين في بنغازي. وذكرت «فرانس برس» نقلاً عن مصادر ديبلوماسية ايطالية ان روما ستقدم اسلحة دفاعية الى الثوار. إلا ان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه اعلن الاثنين الماضي ان «الحكومة الفرنسية لا تنوي تسليم السلاح الى اي كان في الوقت الحاضر». وتتزامن محادثات جبريل في الاليزيه مع اتهام الثوار لخمسة فرنسيين بتهديد الامن في ليبيا والقيام بأعمال «غير شرعية». وقتل احد هؤلاء الفرنسيين وهو رئيس شركة امنية خلال مشادة على حاجز للثوار ليلة الاربعاء الخميس في حين لا يزال الاربعة الآخرون معتقلين في بنغازي.