دمشق، عمان - «الحياة»، أ ف ب - رويترز - حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من ان عزلة الرئيس السوري بشار الأسد تتزايد، بسبب استمرار استخدام العنف ضد المحتجين، مشددة على ان قمع التظاهرات «اشارة على ضعف واضح» وليس على قوة. ويأتي ذلك فيما شنت أجهزة الأمن السورية حملة اعتقالات واسعة شملت دمشق وحلب وبانياس وحمص وريف أدلب واللاذقية طاولت عدداً كبيراً من الناشطين والمعارضين والحقوقيين الذين أصبحوا بمثابة «صوت الحركة الاحتجاجية». وبينما تحدث شهود عن نشر دبابات في أنحاء سهل حوران في الجنوب، أكد شاهد اخر في حلب ان الشرطة السرية أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي من وسط حلب الى جامعة المدينة في حي الفرقان (غرب) وذلك بعد خروج المئات في تظاهرات تطالب بإنهاء الحصار على درعا وحمص وبانياس. وبدت مدن وبلدات سورية عدة شهدت اعتقالات واسعة في شبه حال حصار واغلاق، عشية «جمعة حرائر سوريا» اليوم الذي دعي فيه الى استمرار التظاهر. وقالت كلينتون للصحافيين، خلال زيارتها لغرونلاند للمشاركة في اجتماع لمجلس القطب الشمالي، إن واشنطن وحلفاءها يبحثون سبل زيادة الضغوط على الحكومة السورية للموافقة على اجراء اصلاحات ديموقراطية. وقالت: «تواصل الحكومة السورية رغم الادانة الدولية الواسعة عمليات انتقامية صارمة ووحشية ضد مواطنيها»، محذرة «سنحمل الحكومة السورية المسؤولية». وزادت: «ربما يعتقد البعض الان أن هذا علامة على القوة... لكن معاملة المرء لشعبه بهذه الطريقة هي في الحقيقة علامة على ضعف ملحوظ»، معتبرة بان الاحداث الحالية في سورية تظهر أن الدولة «لا يمكنها العودة الى ما كانت عليه من قبل»، ومشيرة الى أنه يجب أن تكون لسورية حكومة تعكس ارادة كل الشعب. ورغم الإدانات العلنية من واشنطن لاستخدام العنف ضد المدنيين، لم تصل الإدارة الأميركية بعد لمرحلة اعلان فقدان الرئيس السوري الشرعية ومطالبته بالرحيل بحسب ما قال مسؤول أميركي رفيع لوكالة «فرانس برس»، موضحاً: «إنه قرار خطير». ولكن وبينما تتريث إدارة الرئيس باراك أوباما في خطواتها إزاء دمشق، خطا الكونغرس خطوة للضغط على البيت الأبيض وذلك بإصدار أعضاء في مجلس الشيوخ ليل أول من أمس نص مشروع قرار يدين الرئيس السوري ويدين إيران لمساعدتها سورية «في حملة العنف والقمع». ميدانيا، شنت أجهزة الأمن السورية حملة اعتقالات واسعة طاولت عدداً كبيراً من الناشطين والمعارضين والحقوقيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين المعتقلين رئيس مجلس بلدية بانياس عدنان الشغري والمحامي البارز جلال كندو والناشط البارز في مجال حقوق الإنسان نجاتي طيارة الذي اعتقل في حمص. كما اعتقل في دمشق الناشط بسام حلاوة من مقهى في حي باب توما. وفي دير الزور، اعتقلت المعارض البارز فوزي الحمادة. أما في حلب فقد اعتقل «المدون والصحافي جهاد جمال. في موازة ذلك قال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان إن المعضمية في ريف دمشق ما زالت «تحاصرها الدبابات... وشهدت حملة اعتقالات واسعة طاولت عائلات بأكملها». كما أشار الى «أن قطنا، في ريف دمشق، محاصرة منذ أول من أمس بناقلات الجنود التي امتدت على الطريق العام تمهيداً لشن حملات اعتقالات». وفي ريف درعا، أشار قربى الى «انتشار الدبابات على الطريق المؤدية الى الشيخ مسكين، مشيراً أيضاً الى أن قوات الأمن لا تزال تجري عمليات تفتيش في بلدتي جاسم وانخل في ريف درعا. كما تحدث شهود عن نشر دبابات في أنحاء سهل حوران في الجنوب. وقال محام بارز في سهل حوران لوكالة «رويترز» إن المئات اعتقلوا في المنطقة منذ اول من امس عندما قتل 13 شخصا.