واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أبدت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو قلقها من كون بلادها في وضع لا يسمح لها بالدفاع عن نفسها أمام هجوم يشنه تنظيم «القاعدة» للانتقام من تصفية زعيمها أسامة بن لادن في باكستان في الثاني من الشهر الجاري. وقالت لمحطة «سي بي اس» إن «احد اسباب القلق الأميركي هو فرضية وجود اميركي واحد يستطيع ان يشن بمفرده هجوماً داخلياً للانتقام من مقتل بن لادن، ونسمي ذلك الذئب المتوحد والذي يصعب اعتقاله في حال عدم اتصاله بأحد». ونفذ هذا النوع من الهجمات الرائد الفلسطيني الأصل في الجيش الأميركي نضال حسن الذي قتل 13 من زملائه بالرصاص في قاعدة «فورت هود» بتكساس (جنوب) عام 2009، من دون ان تنجح السلطات في إحباطها عمليته لأنها لم تلاحظ تحول حسن إلى إسلامي متطرف. وأشارت نابوليتانو الى ان وثائق عدة عثر عليها في المنزل الذي قتل فيه بن لادن تضمنت إشارات الى وسائل نقل جوية او سكك حديد في الولاياتالمتحدة. وأضافت: «نحن على اتصال مع شركات السكك الحديد في انحاء البلاد للتأكد من فاعلية اجراءاتها الأمنية، ونتحرك انطلاقاً من فرضية أن إذا كان في البلاد إرهابي أو مجموعة إرهابيين، فقد يكونون على اتصال بالقاعدة». تزامن ذلك مع إعلان مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه ان اجهزة الاستخبارات الأميركية تعكف على تحليل مضمون مفكرة خاصة بزعيم «القاعدة» عثر عليها الجنود الأميركيون الذين قتلوه في مخبئه بباكستان، وتضمنت ملاحظات بخط يده عن مشاريع هجمات. لكن المسؤول شدد على أن أهمية هذه الوثيقة لا تقارن بالكم الهائل من البيانات الرقمية التي وجدت في أجهزة الكومبيوتر والأقراص الصلبة وأقراص ال «دي في دي» وبطاقات الذاكرة، وباقي التسجيلات التي ضبطت في العملية. وفي مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، نفى وزير الدفاع الأميركي اريك هولدر كون مقتل بن لادن اغتيالاً بل «دفاعاً مشروعاً عن الأمن القومي»، مؤكداً أن استسلامه كان أمراً مقبولاً «لو أمكن ذلك». وأوضح هولدر أن العملية نفذت بأسلوب يمنع سقوط ضحايا مدنيين، و «كنا سنقبل استسلامه لكن مع عدم تعريض حياة أفراد فرقة الكوماندوس لخطر». وزاد: «أقسم بن لادن على تفادي اعتقاله حياً، ورصدنا إشارات إلى احتمال حمله متفجرات أو وضعه أسلحة داخل غرفته». وكان أبناء بن لادن نددوا «بعملية الإعدام من دون محاكمة»، معتبرين إلقاء جثته في البحر «غير مقبول» و «مهين». وتساءلوا عن سبب عدم اعتقال والدهم ومحاكمته أمام القضاء «لتظهر الحقيقة أمام العالم كله». على صعيد آخر، بدأت وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي أي) إطلاع نواب أميركيين على صور لجثمان بن لادن. وصرّح السيناتور الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما جيمس اينهوفي لشبكة «سي إن إن» أنه رأى 15 صورة «مرعبة» لبن لادن ميتاً أظهرت بعضها خروج قسم من دماغه من محجر العين الذي اخترقته احدى الرصاصات. وزار النائب الديموقراطي دوتش رابرسبيرغر، وهو أرفع نائب ديموقراطي مستوى في لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس النواب، مقر «سي آي أي» في لانغلاي بفرجينيا (شرق) قرب واشنطن لمشاهدة الصور التي اطلع عليها رئيس اللجنة ذاتها مايك روجرز في الثاني من الشهر الجاري. كما دعت «سي آي أي» السيناتور عن ولاية فلوريدا بيل نيلسون، العضو في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، لمشاهدة الصور.