أكدت مصادر أمنية عراقية أن استاذاً جامعياً اعتُقل في بغداد خلال التظاهرات، «اعترف بانتمائه إلى جماعة حارث الضاري، وكان يخطط لأعمال عنف وقتل عسكريين ومدنيين». إلى ذلك، أعلن مصدر آخر، ان مسلحين مجهولين في كركوك فجروا منزل النائب أرشد الصالحي (تركماني) المنتمي الى «القائمة العراقية» التي يتزعمها إياد علاوي. وقال ضابط كبير في وزارة الداخلية العراقية، مفضِّلاً عدم ذكر اسمه، إن خلية مسلحة ناشطة تعمل في بغداد متخفية وراء حركة سياسية، وأحد قادتها يعمل في معهد تعليمي في بغداد تابع لجامعة الدول العربية، اعتقلته قوات الامن خلال الايام التي كانت تخرج فيها التظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات قرب ساحة التحرير «وفي سيارته قنابل يدوية وأسلحة خفيفة ومبلغ من المال». وأضاف: «عند التحقيق مع الأستاذ أرشد، إلى مجموعة من الاشخاص كانوا يعملون معه، أكدوا انهم كانوا في صدد إلقاء قنابل على قوات الأمن ثم مهاجمة المتظاهرين لخلط الاوراق في ساحة التظاهر». وحول الحركة السياسية التي يتخفى هؤلاء في عباءتها، قال إن «الحركة تحمل اسم التغيير، وقد تم دهم مكتبها في منطقة المنصور قبل ايام قليلة، وضبطت فيه اسلحة ومنشورات تحرض على العنف والطائفية». وزاد أن «التحقيقات أظهرت ارتباط هذه الجماعة بحارث الضاري (رئيس هيئة علماء المسلمين)، وهو مطلوب للقضاء العراقي ويعيش حالياً في احدى الدول العربية، أما المعتقل وفي حوزته القنابل والمبالغ النقدية، فهو وعد الشيخلي، ويعمل استاذاً جامعياً ومعاوناً لعميد معهد تابع لجامعة الدول العربية، ومقره في حي الوزيرية المحاذي للأعظمية، شمال بغداد». الى ذلك، أعلنت الحكومة العراقية انضمام ثلاثة فصائل مسلحة جديدة إلى العملية السياسية. وأكد الناطق باسم وزارة المصالحة الوطنية محمد الحمد، في تصريحات صحافية في بغداد امس، أن «الفصائل لها نفوذ في مناطق عدة، منها كركوك وبابل وبغداد واليوسفية والمحمودية». وقُدِّر عدد عناصر كل فصيل منها بما لا يقل عن 200 مسلح. ورفض الحمد ذكر اسماء هذه الفصائل او الجهات السياسية التي تساندها، واضاف أنها «طالبت بضمانات للدخول في العملية السياسية، ومنها إصدار عفو عام عنها وعدم ملاحقة أفرادها قضائياً». ولفت الى ان «إلقاء مسلح واحد فقط لسلاحه له تأثير في الوضع الأمني»، واعتبر «انضمام هذه الفصائل لن يؤثر بالطبع في الشارع العراقي، لأنها لم تكن تستهدف العراقيين، بل القوات الاميركية». أمنياً أيضاً، قال مصدر أمني إن «مسلحين مجهولين فجّروا حوالى الساعة الثامنة والنصف صباحاً (5:30 ت. غ.)، منزلَ النائب أرشد الصالحي، من دون وقوع ضحايا بين أفراد عائلته» المؤلفة من خمسة افراد. وأوضح ان «منزل الصالحي الذي يقع في حي المعلمين (جنوب كركوك) انهار جراء تفجير صاروخ وعبوات ناسفة في سطح المنزل وأماكن متفرقة حوله». والصالحي تركماني، عضو في «القائمة العراقية»، التي كان لديها 91 مقعداً - من بين 325 مجموع مقاعد البرلمان - قبل ان ينشق عنها ثمانية نواب شكلوا «الكتلة العراقية البيضاء». وانتخب الصالحي السبت رئيساً للجبهة التركمانية في العراق. في موازاة ذلك، اصيب شخصان جراء انفجار عبوة استهدفت موكب قائد الشرطة في كركوك اللواء جمال طاهر بكر، بعد تفقده منزل الصالحي. وأكد بكر ان الانفجار وقع لدى مغادرته المنزل، وأدى إلى إصابة اثنين من المارة. واعتبر الصالحي تفجير منزله ووقوع اعمال عنف متكررة في كركوك «دليلاً على الضعف الأمني في المدينة ورسالة الى رئيس الوزراء (نوري المالكي) بضرورة تشكيل قوات مشتركة لحمايتها». وأشار الى انه «لا يمكن اتهام اي جهة بالوقوف وراء الحادث».