أعلنت الأحزاب العربية في محافظة كركوك تأجيل تظاهرتها، محذرة من دخول قوات «البيشمركة» الكردية إلى المدينة. ووصف محافظ كركوك وضع المدينة بالهادئ. وكانت قيادة الشرطة في كركوك أعلنت حظراً للتجول إلى إشعار آخر على خلفية إعلان الأحزاب العربية تنظيم تظاهرة أمس. وعقد مدير الشرطة اللواء جمال طاهر مؤتمراً صحافياً أعلن فيه فرض حظر التجول اعتباراً من السادسة صباح أمس حتى إشعار آخر. وكانت أطراف عربية دعت المواطنين إلى الخروج في تظاهرة ضخمة للمطالبة بأن تكون المحافظة تابعة للمركز في القرار وليس لإقليم كردستان وتغيير المادة 140 من الدستور وسحب قوات «البيشمركة» منها. وطالب القيادي في «الجبهة التركمانية العراقية» النائب عن ائتلاف العراقية ارشد الصالحي ممثلي المكونين العربي والكردي ب «ألا يجعلوا كركوك ساحة لتصفية حسابات سياسية». وطالب الصالحي في تصريح إلى «الحياة» «بانسحاب قوات البيشمركة من كركوك وإعطاء الملف الأمني إلى لجنة مشتركة من الجيش والشرطة يتولى قيادتها ضابط من القومية التركمانية». إلى ذلك، وصف النائب عن كتلة «التحالف الكردستاني» محسن السعدون التظاهرات التي شهدتها كركوك خلال الأيام الماضية ب «الخطرة جداً لأنها كانت تستهدف النظام السياسي في البلاد والدستور العراقي». وأضاف أن «التظاهرات في كركوك تختلف عن تظاهرات باقي المدن العراقية حيث إن الأخيرة طالبت بتحسين الخدمات وتوفير الوظائف وتعزيز مفردات البطاقة التموينية، لكن تظاهرات كركوك رفعت شعارات ضد الدستور والنظام السياسي والمادة 140 من الدستور وإحراج قوات البيشمركة التي هي جزء من المنظومة الدفاعية العراقية من المدينة، إضافة إلى إخلاء مقار الأحزاب السياسية الكردية». وكانت الحكومة الكردية أعلنت تعزيز قوات البيشمركة في مدينة كركوك خشية تعرض مقار الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني إلى اعتداءات. وأوضح وكيل وزارة البيشمركة أنور عثمان أن «الحكومة المحلية في كركوك تلقت معلومات عن تنظيم تظاهرات يصاحبها هجوم على مقار الحزبين». وأضاف أن وزارة البيشمركة تكثف وجودها العسكري في كركوك وأرسلت قوات إضافية، من دون ذكر حجم تلك القوات . وأعلنت الأحزاب العربية إرجاء التظاهرات ودعا عرب المدينة إلى التزام «الأوامر و القانون وتأجيل التظاهرة إلى يوم آخر لتفويت الفرصة على المغرضين والمدسوسين». ودعت في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه «إلى التظاهر في يوم آخر يحدد لاحقاً بعد استحصال الموافقات اللازمة لضمان مشاركة الجميع». ودعا عضو مجلس المحافظة برهان العاصي في تصريح إلى «الحياة» امس «الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ موقف من قوات البيشمركة التي دخلت المدينة بدعوى حماية مقرات الأحزاب الكردية». وأشار إلى أن «الحماية يجب أن توفرها القوات النظامية لا قوات البيشمركة». ودعا الأكراد إلى «سحب هذه القوات فوراً». وزاد أن «عمل قوات البيشمركة يقتصر على حماية أراضي الإقليم وليس من صلاحياتها الدخول إلى مناطق هي تحت سيطرة القوات النظامية». فيما اكد رئيس حزب العدالة التركماني أنور بيرقدار أن «دخول البيشمركة تم وفق سياسات الأحزاب الكردية ونحذر من عواقب وخيمة نتيجة هذا التصرف».