ضمن سلسل «مكتبة الأسرة» (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، صدرت طبعة جديدة من كتاب «الغَجَر... وأعمال أخرى» الذي يضم مختارات شعرية لألكسندر بوشكين، مؤسس الحداثة الشعرية والأدبية الروسية، ترجمها وقدّمها رفعت سلّام. يتصدر الكتاب مقال الشاعر عبد المحسن يوسف «أرغفة بوشكين المضيئة» الذي يتناول الطبعة الأولى من الكتاب: «كم كان حِبر سلّام مدهشاً، وهو يقدم للقارئ العربي أرغفة بوشكين الساخنة، ببراعة فنان يملك عينين مغايرتين لعينَي أي مترجم عادي كل عدته تكمن في امتلاك لسان الآخر فحسب، فضلاً عن كون سلّام يملك قاموساً لغوياً ذا ثراء واضح، يؤهله لاختيار المفردة والعبارة الملائمة لما يترجمه من شعر، إضافة إلى ذلك الإحساس البهي الذي يملكه - وهو إحساس شاعر يرى في ما يترجم من نصوص ما لا يراه سواه من موظفي الترجمة! فتأتي النصوص المترجمة على يديه آسرةً باذخة». وفي المقدمة الشاملة التي تحمل عنوان «زمنٌ للشعر والجريمة»، يعرض رفعت سلّام تفاصيل واقعة المبارزة الأخيرة بالمسدسات التي أودت بحياة الشاعر الروسي الكبير، وملابساتها ومقدماتها المريبة؛ ثم يعود إلى رصد ملامح المناخ السياسي والاجتماعي والثقافي في روسيا القيصرية، في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وفصول السيرة الذاتية والشعرية لبوشكين، ودوره المؤسس للحداثة الشعرية والإبداعية الروسية، وملامح هذا الدور وأبعاده المختلفة. وتقدم المختارات أهم قصائد بوشكين التي نقلت الشعرية الروسية من الكلاسيكية إلى الحداثة، ومن بينها قصائد «الأغنية الباخُوسيَّة»، «النَّبِي»، «الوصيَّة العاشِرة»، «الصَّدَى»، «الفنَّان»، «المُغنِّي»، «إلَى شَاعر»، «إلى الجَمَال»، «الأسِير»؛ فضلاً عن «الفارس البرونزي» و «الغجر». ومن أعمال بوشكين في المسرح الشعري، تقدم المختارات مسرحيتيه - وكل منهما ذات فصل واحد - «مُوتسارت وسَاليِيرِي» و «حُوريَّة المَاء». ويختتم سلّام الكتاب بتقديم إضاءات تتعلق ببعض التفاصيل الخاصة بالقصائد، وقاموس لأعلام حقبة بوشكين من الكُتاب والسياسيين والشعراء والشخصيات التي وردت سواء في المقدمة أو النصوص الشعرية. وصدرت الطبعة الأولى من الكتاب في منتصف ثمانينات القرن الماضي، عن دار ابن خلدون البيروتية، وهي نسخة مصغرة من الطبعة الجديدة التي شهدت إضافات ومراجعات جعلت منها بمثابة كتاب آخر.