أتت خطب الجمعة الماضية في مساجد منطقة الباحة التي وجه فيها الخطباء الدعوة للمواطنين كافة للمشاركة في الانتخابات البلدية المرتقبة في، أُكُلًها، وجعلت من منطقة ك «الباحة» لا يتجاوز عدد سكانها نصف المليون نسمة تقارع العاصمة (الرياض) التي يفوق عدد قاطنيها خمسة ملايين نسمة، من حيث نسبة تسجيل الناخبين في قيد الانتخابات البلدية الجارية فعالياته حالياً. وفيما أظهرت آخر الأرقام الصادرة من أمانة منطقة الرياض - وفقاً لآخر إحصاءاتها هذا الأسبوع- عدم تجاوز أعداد الناخبين 2362 ناخباً فقط، أعلنت أمانة منطقة الباحة أمس (الإثنين) بلوغ عدد الناخبين فيها 3388 ما يشكل فارقاً كبيراً في أعداد المقبلين على التسجيل في قيد الناخبين. ولم ينكر عضو اللجنة المحلية للانتخابات البلدية والمنسق الإعلامي في منطقة الباحة محمد سعيد هضبان الدور الفاعل الذي عكسته المساجد، معترفاً بأنها أدت دورها على أكمل وجه في تحفيز وحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات البلدية. وشدد هضبان على أن فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف في المنطقة أسهم عبر توجيهه خطباء مساجد المنطقة كافة تخصيص خطبة صلاة الجمعة الماضية للحديث عن موضوع الانتخابات وأهمية المشاركة فيها في رفع وزيادة أرقام عدد الناخبين. وإلى جانب الدور الطليعي لخطباء المساجد وخطب الجمع، اعتبر عضو اللجنة المحلية للانتخابات البلدية أن وعي الناخبين بأهمية المشاركة والتسجيل في انتخابات المجالس البلدية والاستفادة من تجربة المجلس البلدي السابق، سبباً جوهرياً في تزايد أعداد المسجلين ورفع وتيرة التسجيل إلى الدرجة التي نافست العاصمة، منوهاً في الوقت ذاته بالدور الريادي الذي اضطلعت به الحملة الإعلامية للانتخابات التي أسهمت من جانبها في نشر الوعي بضرورة التسجيل في قيود الناخبين، متوقعاً أن يكون حجم الإقبال كبيراً خصوصاً خلال الأيام المقبلة. ودعا هضبان الجهات الحكومية إلى حث منسوبيها للمشاركة عبر تسجيل أسمائهم في كشوفات قيد الناخبين وذلك من منطلق الواجب الوطني الذي يحث على المشاركة الفاعلة في مثل هذه الانتخابات. وأبان في حديثه إلى «الحياة» أن ارتفاع أعداد الناخبين في المناطق الصغيرة ذات النسب السكانية الضئيلة نسبياً أمر طبيعي وليس بمستغرب, مضيفاً أن أعدادهم في منطقة الباحة كادت أن تكون أكبر من التي تم قيدها الآن لولا فترة تأجيل الانتخابات البلدية التي يجد أنها أدت إلى التقليل من الراغبين في تسجيل أسمائهم في المنطقة خصوصاً وفي السعودية عموماً. وبزهو أردف هضبان أن تفوق الباحة على الرياض وغيرها من المدن الكبرى أمر غير مستغرب، خصوصاً عند النظر إلى أن منطقة كالباحة أفضى تعارف أبنائها على بعضهم بعضاً أكثر من المدن الكبرى إلى تحفيزهم على المشاركة في العملية الانتخابية، مرجحاً أن يكون تحرك الكثير من المرشحين من أبناء المنطقة أدى إلى زيادة أعداد الناخبين، نظراً إلى أن الكثير من المرشحين فتحوا أبواب مجالسهم للناخبين وأجروا الكثير من الاتصالات الهاتفية لضمان حصولهم على أكبر عدد من الأصوات من أجل الفوز بمقعد في المجالس البلدية المقبلة.