تسجل منطقة الباحة وللأسبوع الثاني على التوالي إقبالاً شديداً على مراكزها الانتخابية، بعد أن بدأ موسم الانتخابات البلدية وحتى الأسبوعين الماضيين بعزوف ناخبين.وتحركت «أمانة الباحة» وقتها وبالتنسيق مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف دافعةً ورقة تحفيز، تمثلت في توحيد خطب الجمعة في جميع مناطق الباحة، لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات البلدية. وحصدت الباحة (وفقاً لآخر إحصاء صادر) عدد ناخبين أول من أمس (السبت) 4908 ناخبين، ما يعني تضاعف أعداد الناخبين منذ «خطبة الانتخابات»، في حين لم يتجاوز عددهم قبل الخطبة 2121 ناخباً فقط. وبعد هذه الخطوة التحفيزية وبأسبوع واحد فقط أعلنت الأمانة أن عدد الناخبين بلغ 3388 ناخباً، ما جعل الباحة تتفوق في حينها على العاصمة الرياض بعدد الناخبين الذي لم يتجاوز في حينه 2362 ناخباً. لكن «خطب الجمعة» التي قفزت بمنطقة الباحة، وجعلتها تتفوق على العاصمة لم تصمد طويلاً، إذ إن سكان العاصمة الرياض والذين يفوق عددهم خمسة ملايين نسمة، تحركوا أخيراً، إذ حيدت التوقعات والحسابات الباحة جانباً أمام الرقم الذي حصدته الرياض في الأسبوع الماضي في عدد الناخبين، والذي تضاعف 12 مرة ليصل عدد الناخبين فيها إلى 28733 ناخباً، وبفارقٍ ضخم عن عدد ناخبي الباحة البالغ 23825 ناخباً، لمصلحة العاصمة. ويرى إعلاميون أن هذا الأسبوع المثير، فبالنظر إلى أن قيد الناخبين سينتهي يوم (الخميس) المقبل، فإنه بات أكيداً أنه لم يعد في الوقت فسحة لتعيد الأمانة كرتها، وتدفع بخطبة جمعةٍ ثانية لتحفيز الناخبين، أو لتعود للصدارة في أعداد الناخبين على العاصمة، لضخامة الفارق في أعداد الناخبين. من جانبه، أوضح عضو اللجنة المحلية للانتخابات البلدية والمنسق الإعلامي في منطقة الباحة محمد سعيد هضبان في حديثه إلى «الحياة» أن الباحة لا تزال في صدارة أعداد الناخبين على عددٍ من المدن مثل جدةوالرياض والدمام من حيث عدد السكان في المنطقة ونسبة المشاركين في الانتخابات البلدية في دورتها السابقة في 2005 وكذلك في دورتها الحالية، إلا أنه لم يذكر أرقاماً استدلالية في هذا السياق. وبين أن هناك سبباً في تزايد أعداد الناخبين المسجلين في الانتخابات البلدية، وهو وعيهم بأهمية المشاركة والتسجيل في انتخابات المجالس البلدية، والاستفادة من تجربة المجلس البلدي السابق. ونوه هضبان في الوقت ذاته بالحملة الإعلامية للانتخابات البلدية التي أسهمت في نشر الوعي بضرورة التسجيل في قيود الناخبين، متوقعاً أن يكون حجم الإقبال كبيراً خصوصاً خلال الأيام المقبلة. إلى ذلك، أعلن الأكاديمي في جامعة الباحة الدكتور جمعان عبدالكريم مقاطعته للانتخابات البلدية الجارية حالياً، وقال إن الإحباط بات واضحاً من قلة الصلاحيات الممنوحة لتلك المجالس، معتبراً مسألة الزج بالمسجد، واستغلال الدين لخدمة ما وصفه ب «الأيديولوجيا» أمراً مرفوضاً. وأضاف: «تخصيص خطبة جمعة لحث الناس على المشاركة في الانتخابات البلدية هو اختطافٌ علني لرأي لمصلحة تيارٍ معين، فالمسجد في العهد النبوي كان يشكل المؤسسة الكاملة للخلافة الإسلامية، أما اليوم فلم يعد دوره كالسابق، إذ وضعت جهات تضطلع بأدوار معينة». وأردف أن خطورة تلك الخطب تتجلى عند النظر إلى أن هناك أئمة مساجد «مؤدلجين»، سيحاولون الدفع بكثيرين للإسهام بالظفر بأكبر عددٍ من مقاعد المجالس البلدية.