أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن إعادة جميع النازحين إلى مناطقهم من «أولويات» حكومته، فيما كشف المركز المشترك لإغاثة وإيواء النازحين عن قرب إغلاق مخيمات النزوح خلال الربع الأول من العام الجديد. وهنأ العبادي العراقيين لمناسبة الأعياد، وقال: «سيبقى عام النصر الكبير خالداً في تاريخ شعبنا تتجدد ذكراه كل عام، ونتطلع للعمل معاً للحفاظ على النصر والوحدة والمضي بنفس الهمة والعزيمة لإعادة الاستقرار والإعمار وإكمال عودة النازحين إلى ديارهم». إلى ذلك، شدد مصدر في المركز المشترك لإغاثة وإيواء النازحين، على قرب إغلاق كل مخيمات النزوح الداخلية نهاية شهر آذار (مارس) المقبل. وأوضح أن «الأعداد المتبقية من النازحين في المخيمات الحالية تصل إلى أقل من 200 ألف نازح، أعدت خطة لاستكمال إعادتهم إلى ديارهم في غضون شهرين أو أكثر بقليل». وأشار إلى أن «النفقات والمخصصات المالية الدولية لإغاثة المخيمات ستنقل إلى المحافظات المحررة، لاستكمال مشاريع إعادة تأهيل البنى التحتية في كل من الموصل والأنبار»، لافتاً إلى أن «المركز نجح بالتنسيق مع خلية إدارة الأزمات المدنية في إعادة أكثر من مليوني نازح في غضون عام ونصف تقريباً». ورأى أن «مهمة إعادة 200 ألف نازح ستكون أسهل من سابقاتها بكثير، في حال أنجزت البنى التحتية للمناطق المحررة». وكشف المصدر أن «النازحين الباقين بغالبيتهم لا يرغبون في العودة نتيجة الضرر البالغ الذي أصاب منازلهم ومحالهم التجارية أثناء عمليات التحرير»، مؤكداً أن «الأشهر القليلة المقبلة ستشهد حلولاً جذرية للمقيمين في المخيمات». وكان الناطق باسم وزارة الهجرة والمهجرين ستار نوروز، قال في تصريح سابق ل «الحياة»، إن «غالبية العائلات النازحة من مناطقها إبان سيطرة داعش، بدأت بالعودة بعد إكمال تحرير المدن، إلى جانب إعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية». وكشف أن «نسبة العائدين تصل إلى نحو 50 في المئة من مجموع النازحين، أي ما يعادل مليونين ونصف المليون، من أصل أكثر من خمسة ملايين نازح». من جهة أخرى، أعلنت الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود التابعة لوزارة النقل العراقية، نقلها عائلات نازحة ضمن جهود اللجنة العليا لإغاثة وإيواء العائلات النازحة. وقال مديرها العام عبدالله لعيبي إنه «تم تسيير 19 حافلة نقل ركاب إلى مخيم الحبانية السياحية في منطقة الخالدية، ومخيم الكيلو 18 غرب الأنبار، لإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية في قضاء القائم الكائن على الضفة الغربية من نهر الفرات ومنطقة هيت شمال الرمادي، بتنسيق مباشر مع وزارة الهجرة ورئاسة الفريق المشترك لإغاثة وإيواء العائلات النازحة ضمن خطة توطينها». وأشار إلى أن «الشركة بكامل ملاكاتها الهندسية والفنية والإدارية على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي واجب تكلف به، خصوصاً الواجبات الإنسانية التي تساهم في دعم ومساندة أبناء العراق».