واصلت مئات العائلات النازحة العودة الى مناطقها في الرمادي، ثاني اكبر المدن العراقية التي سيطر عليها «داعش» عام 2014. وطالب مسؤولون محليون الحكومة والمنظمات الانسانية الدولية بالدعم لإعادة كل النازحين. وقال قائممقام الرمادي ابراهيم العوسج ل «الحياة» أن «مئات الأسر النازحة وصلت إلى الرمادي بمرافقة القوات الأمنية، بعد تأهيل بعض مناطق المدينة باستثناء خمسة أحياء، بسبب انتشار الألغام التي زرعها داعش، اضافة الى تفخيخه المنازل». وأشار الى ان «عودة العائلات ترافق مع استتباب الأمن في المدينة وتولي قوات محلية مسك الأرض». وعن عدد العائلات التي عادت حتى الآن قال ان «11150 عائلة عادت في أحياء التأميم والقطانة والملعب والاندلس». ودعا «المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الى بذل المزيد من الجهود تقديم ما في وسعها لإعادة باقي العائلات التي يقدر عددها ب200 الف». وشهدت محافظة الأنبار التي تقطنها غالبية سنية أكبر موجة نزوح بعد سيطرة «داعش» عليها عام 2014، وتمكنت القوات الأمنية، بمساندة العشائر، من استعادة الرمادي بعد معارك عنيفة، وكانت لجنة الهجرة والمهجرين النيابية أعلنت في وقت سابق ان اعداد النازحين من المحافظة يبلغ 200 الف. وقالت عضو اللجنة النائب لقاء وردي ان «قسماً من النازحين اضطروا الى السكن في الجوامع في بغداد» وان «هناك مناشدات لفتح الجوامع والحسينيات الشيعية لإسكانهم». وكانت النائب عن «التحالف الكردستاني» رزان دلير اتهمت أول من امس القوات الأمنية بالتعامل في شكل «تعسفي» مع النازحين العائدين الى الأنبار، عبر اشتراط وجود كفيل للخروج من بغداد. وتكفلت الأممالمتحدة تغطية نفقات إزالة الألغام ورفع المخلفات الحربية من بعض أحياء المدينة التي كانت شهدت دماراً بنسبة 80 في المئة للبنى التحتية، كما استعانت الأنبار بثلاث شركات أميركية لإزالة العبوات الناسفة من أحياء سكنية متفرقة. وقال عضو مجلس المحافظة أحمد حميد إن الشركات الأميركية تعمل على رفع ما تبقى من الألغام التي لم يتم كشفها. وأضاف أن «الخبراء الأميركيين يمتلكون تجهيزات متطورة لرفع ما تبقى من الألغام». وأوضح ان «الأممالمتحدة ستدفع مستحقات نزع الألغام للشركات الأميركية، في إطار الدعم الدولي لصندوق إعمار المدن المحررة في الأنبار». وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مطلع الشهر الجاري نداء اغاثة تحت عنوان «الفلوجة تموت جوعاً». في الاثناء، أعلنت وزارة العمل والشؤون الإجتماعية تشكيل لجنة لدراسة أوضاع النازحين من خلال الزيارات الميدانية لمواقع الإيواء ومخيمات النازحين، فضلاً عن إعداد مشروع متكامل لتدريبهم بالتعاون مع بعض الوزارات. وقال الناطق باسم وزارة العمل عمار منعم في بيان إن «دائرة التدريب المهني أعدت دراسة لجميع الآليات والوسائل اللازمة لدعم هذه الشريحة لمساعدتهم وتخفيف المعاناة التي مروا بها نتيجة ظروف معيشية سيئة»، مشيراً الى ان «الدائرة شكلت لجنة لدراسة أوضاع النازحين من خلال زيارات ميدانية لمخيمات النزوح، وأعدت مشروعاً متكاملاً لتدريب النازحين بالتعاون مع صندوق الاعمار ووزارات الهجرة والمهجرين، والاعمار والاسكان، والنقل».