جددت روسيا عزمها تعزيز مسار حل الأزمة السورية سياسياً، توازياً مع جهود إعادة بناء اقتصاد البلد الذي أنهكته الحرب، قبل شهر من موعد مؤتمر «الحوار الوطني السوري» الذي تسعى موسكو إلى عقده في منتجع سوتشي. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره السوري بشار الأسد أمس، استمرار وقوف بلاده إلى جانب سورية «للحفاظ على وحدتها وسيادتها». وأوضح المكتب الإعلامي للرئاسة الروسية (الكرملين) أن بوتين أعرب للأسد في برقية تهنئة بمناسبة رأس السنة الميلادية عن أمله ب «استمرار التغييرات الجذرية في سورية نحو الأفضل»، مشيراً إلى أن «الانتصار على الإرهابيين وعودة الحياة الطبيعية إلى البلاد في أسرع وقت ممكن، يخدمان أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها». وقال الرئيس الروسي إن «روسيا ستواصل التعاون مع دمشق وتقديم كل ما من شأنه أن يحافظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها، وستعمل على تعزيز المسار السياسي لحل الأزمة، وستبذل جهودها لإعادة بناء الاقتصاد السوري». وأكد الأسد في برقية تهنئة بعثها إلى بوتين إن «موقف موسكو المشرّف في محاربة الإرهاب وتعزيز صمود الشعب السوري على مدى سنوات، يعزز علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط بين البلدين»، مشدداً على «أهمية تعزيز التعاون في مختلف المجالات بين الطرفين». وكان بوتين زار في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الجاري، قاعدة حميميم التي يستخدمها سلاح الجو الروسي منذ بداية عملياته العسكرية في سورية. والتقى الرئيس الروسي نظيره السوري في القاعدة، وأعطى الأمر بالبدء في سحب جزء من قواته هناك. إلى ذلك، هاجم رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ الروسي قسطنطين كوساتشوف الموقف الأميركي من النظام السوري، معتبراً أن واشنطن «تمارس حرباً إعلامية» عليه. وقال إن الخارجية الأميركية تهدف إلى «تقويض» موقف الأسد في التسوية السلمية المستقبلية للأزمة في سورية، وذلك من خلال دعوتها موسكو إلى إقناع دمشق بموقف هجماتها ضد الشعب السوري. ورأى كوساتشوف أن واشنطن تحاول إثبات أن التحالف الذي تقوده يحارب في سورية عدواً حقيقياً هو تنظيم «داعش»، في حين تخوض دمشق بدعم من روسيا، حرباً ضد الشعب السوري، لكنه اعتبر أن هذه المحاولات «لن تحظى بنتائج جدية».