كودري (فرنسا) - أ ف ب - مغامرات الدانتيل الفرنسي، الذي زيّن فستان عرس كيت ميدلتون الأسبوع الماضي، أقرب إلى رواية تجسس منها إلى زواج ملكي، مع ما رافق ذلك من سرية تامة وتمويه وحقائب ترسل سراً إلى الخارج. فالفستان المصنوع من الساتان الأبيض العاجي، الذي بهر العالم لدى وصول الشابة إلى كاتدرائية ويستمنستر، كان مزيناً بدانتيل يحمل رسوم زهور مطرزة باليد، منها الورد والنرجس وهي رموز المملكة المتحدة. وقدّر سعر الفستان الفريد الذي صممته المديرة الفنية لدار ألكسندر ماكوين، ساره بورتون، بخمسين ألف يورو. ويمكن لصانعي الدانتيل والتول في كودري (شمال فرنسا) أن يصرخوا «غود بليس كيت ميدلتون!» (ليبارك الرب كيت ميدلتون!). فهم يرون في فستان العروس الأشهر، والمزين بزخارف مصنوعة في مشاغلهم، مؤشراً إلى تحسن في صناعة أنهكتها الأزمة كما قطاع النسيج برمته. واضطرت صوفي هاليت إلى صرف ربع موظفيها، وكريستوف ماشو ثلثهم، محافظاً على الحرفيين الذين يمتلكون مهارات لا يمكن تقليدها. ويقول ماشو رئيس شركة «سولستيس»، وهو أحد المنتجين الستة لدانتيل كاليه في كودري: «غداة الزفاف اتصل بنا الكثير من الزبائن طالبين الدانتيل نفسه الذي زين فستان كيت». ووفرت دار صوفي هاليت 40 متراً من القماش المطرز ببراعم الورد والنفلية وزنبق الوادي والزخرفات. وقدمت شركة «سولستيس»، التي قدّمت الدانتيل لغريس كيلي يوم زفافها من أمير موناكو رينييه العام 1956، نوعين من الدانتيل يتضمنان الزهور والزخرفات وهما واردان في كاتالوغ الشركة. ويقول المدير التجاري للشركة ايرفيه بروتاييس: «لقد أرسلنا 50 متراً من نوعين من الدانتيل، قبل ستة أو ثمانية أسابيع على موعد الزفاف. لكنهم تقدموا بطلبية عاجلة قبل ثلاثة أسابيع من العرس». ويوضح: «في الثامن من الشهر الماضي، التقيت شقيق ساره بورتون في محطة ليل للقطارات. احتسينا القهوة وعاد بعدها إلى لندن في قطار يوروستار مع حقيبة مليئة بالدانتيل». إلا أن هذه الشركات لم تكن تعرف هوية الزبون الأصلي. ففي تلك الفترة كانت شركة «سولستيس» تعتقد أن الدانتيل سيستخدم في فستانين لنعومي كامبل، وآنا فينتور رئيسة تحرير مجلة «فوغ»، لحضور حفلة في لندن. لم يكتشف صانعو الدانتيل في كودري أن عملهم الدقيق يكسو العروس إلا عند ترجلها من سيارة الرولز رويس. واستخدم الدانتيل، الذي أتى من مشاغل صوفي هاليت، للصدر وأكمام الفستان، ودانتيل «سولستيس» لأسفل الفستان. ويقول إيرفيه بروتيه «كانت في الأساس ألفي شكل من أشكال الزخرفة، من ستة دانتيلات مختلفة. قامت ساره بورتون بقص كل شيء وإعادة تركيبه. إنه عمل هائل ويكاد يصعب علينا التعرف على الدانتيل الذي وفرناه». ودانتيل كاليه، الذي يصنع في كودريه منذ 150 سنة، ينتج على أنوال «ليفرز» التي تقلد آلياً حركات يد صانعة الدانتيل التي تعمل بالمغزل. وبفضل بطاقات مثقوبة يسمح النول بتقليد حبكة خيوط دانتيل كاليه. وهذه الآلات الضخمة، المضبوطة بإحكام كبير، صممها في العام 1840 مهندسون بريطانيون وصنعت في نوتينغهام في إنكلترا