أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيدي الأجهزة الأمنية، طالباً التعامل ب «حزم فائق» في مواجهة اعتداءات محتملة بالمتفجرات، بعدما تأكد أن الانفجار الذي هز الأربعاء مركزاً تجارياً في سان بطرسبورغ نجم عن عبوة ناسفة. وفتح الحادث مجدداً ملف تصاعد التهديدات الإرهابية في روسيا هذا العام. وقال بوتين إن التحقيقات دلت على أن «التفجير عمل إرهابي متعمد»، وأكد أنه أصدر أوامر إلى مكتب التحقيقات الفيديرالي، بالتزام القانون خلال ملاحقة «المجرمين وأفراد العصابات الإرهابية»، لكنه أشار إلى أنه «في حال برز تهديد لحياة عملائنا وضباطنا، يجب التعامل بحزم فائق، ولا داعي للقبض على الإرهابيين، بل تصفيتهم مباشرة». وأشارت معطيات التحقيق إلى أن العبوة التي استخدمت في هجوم سان بطرسبورغ تبلغ زنتها نحو 200 غرام من مادة «تي أن تي» الشديدة الانفجار زودت مسامير وقطع معدنية لزيادة فعاليتها. وأسفر التفجير عن جرح 13 شخصاً. ونشرت الأجهزة مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة داخل المجمع قالت إنه للمشبوه بتنفيذ الهجوم، وظهر فيه شاب حاملاً حقيبة يدخل المتجر ثم يغادره من باب آخر من دونها. وفتح التفجير ملف تصاعد التهديدات الإرهابية هذا العام، خصوصاً أن الأجهزة أحبطت خلاله نحو 60 مخطط تفجير من بينها 23 هجوماً انتحارياً تورط فيها متشددون تابعون لتنظيم «داعش»، كما أعلنت موسكو. وأشار مدير هيئة (وزارة) الأمن الفيديرالي نيكولاي باتروشيف أخيراً، إلى تزايد المخاوف من عودة مقاتلين في صفوف التنظيم إلى روسيا، وذلك بعدما أشارت تقديرات إلى حوالى سبعة آلاف متشدد من روسيا ودول «الرابطة المستقلة» انخرطوا في صفوف التنظيم في سورية والعراق. واعتبر باتروشيف أن الجزء الأكبر منهم يسعى للفرار إلى أفغانستان، لكن الخطر الأساسي يكمن في محاولة جزء منهم العودة إلى روسيا والجمهوريات المجاورة. وعلى رغم تأكيد الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أن «كل المقاتلين الروس في صفوف داعش تمت تصفيتهم عبر عمليات نفذتها وحدات خاصة في سورية»، فإن المخاوف تفاقمت خلال الشهور الأخيرة من أن الخطر الأكبر مصدره متشددون من جمهوريات آسيا الوسطى. وأفاد عضو لجنة الدفاع في مجلس الدوما فرانس كلينتسيفيتش، أن الخطر الإرهابي على روسيا لم يتقلص بعد إعلان انتهاء الجزء النشيط من العمليات العسكرية في سورية. وزاد أن مجموعات صغيرة تواصل محاولة استهداف روسيا عبر عمل منظم أحيانا أو عبر تجنيد أفراد من بعد في أحيان أخرى. وقال ل «الحياة» رئيس «مجموعة دراسات التهديدات المعاصرة» نيكولاي ماتفييف، إن روسيا تجاوزت أزمة الإرهاب الداخلي الانفصالي وان الخطر الحالي خارجي يتمثل بالدرجة الأولى في متشددين أو مقاتلين سابقين في صفوف تنظيمات إرهابية نشطت في أفغانستان أو سورية.