اعلن مسؤول روسي بارز ان موسكو بدأت في تعديل العقيدة العسكرية الروسية في شكل يتيح توجيه ضربات استباقية ضد أهداف تشكل خطراً على البلاد، ولا تستبعد النسخة المعدلة استخدام السلاح النووي للدفاع عن أمن روسيا ومصالحها. وأفاد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف امس، ان التعديلات تتعلق بتغيير «الأسس القانونية التي تنظم مسألة استخدام السلاح النووي»، ما يعني أن العقيدة الجديدة سوف تشتمل على مجالات «أكثر مرونة» لاستخدام الترسانة النووية الروسية دفاعاً عن الأمن الإستراتيجي. وأوضح أن النسخة الجديدة ستتيح أيضاً، إمكان توجيه ضربات عسكرية استباقية ضد أهداف قد تشكل خطراً على روسيا. وكانت جارات روسيا من الجمهوريات السوفياتية السابقة أعربت أخيراً، عن قلقها بسبب توجه روسيا الى تجديد العقيدة العسكرية وتضمينها بنداً يتيح توجيه ضربات استباقية ضد أهداف «معادية». ورأى البعض في جورجيا في التطور تهديداً مباشراً لهذا البلد الذي تدهورت علاقاته مع روسيا منذ حرب القوقاز في العام الماضي. وأوضح باتروشيف أن العقيدة الجديدة «لن تكون شيئاً جديداً تماماً، فهي تستند بشكل عام إلى ما تتضمنه العقيدة التي تعمل روسيا بها حالياً». ومن المنتظر أن يحال مشروع العقيدة العسكرية الجديدة إلى الرئيس ديمتري ميدفيديف لإقراره قبل نهاية العام الجاري. وتنص العقيدة العسكرية الروسية المعمول بها حالياً، والتي تبنتها موسكو في العام 2000 على حق روسيا في استخدام السلاح النووي رداً على هجوم معاد عليها أو على حلفائها بغض النظر عما إذا كان الطرف المهاجم استخدم سلاحاً نووياً أو أي انواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل أو الأسلحة التقليدية. لكن العقيدة ذاتها، تنص على أن روسيا لن تستخدم السلاح النووي ضد الأطراف الموقعة على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، أو ضد بلدان لا تمتلك تقنيات نووية إلا في حال هاجمت هذه الأطراف روسيا. كما يمكن أن تلجأ روسيا إلى استعمال سلاحها النووي ضد دولة غير نووية إذا أقدمت على الاعتداء على روسيا مدعومة من قبل دولة تملك السلاح النووي. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية تفاصيل عن حصيلة عملياتها العسكرية في منطقة القوقاز منذ العام 2003 . ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مسؤول بارز في الوزارة أن قوات الأمن والوحدات الخاصة قتلت خلال الفترة المذكورة أكثر من ألفي متشدد واعتقلت 6300 ناشطاً آخر في صفوف المنظمات والمجموعات المسلحة في جمهوريات القوقاز جنوبروسيا. وبحسب الناطق فإن العام 2003 وحده الذي بدأت فيه وزارة الداخلية تتولى مهمات حفظ الأمن في القوقاز شهد «تصفية» 750 مسلحاً في المنطقة التي تعاني اضطرابات متزايدة وتصاعداً في معدلات العنف والهجمات الدموية على مراكز الأمن والمرافق العامة. وعدد المسؤول الأمني أسماء عدد من الزعماء البارزين الذين قتلوا في عمليات نفذتها وزارة الداخلية خلال السنوات الماضية، بينهم أصلان مسخادوف «رئيس جمهورية اتشكيريا» (الإسم الذي كان يطلقه الانفصاليون الشيشان على بلادهم) وزعيم الحرب المتشدد شامل باسايف الذي وصفه المسؤول الروسي بأنه «إرهابي دولي». كما أعلن المسؤول عن إحباط عشرات الهجمات الدموية خلال العام الأخير وحده. وقال إن قوات الداخلية نجحت في تجنب وقوع 64 «هجوماً إرهابياً واسع النطاق» في المناطق التابعة للدائرة الفيديرالية الجنوبية (منطقة شمال القوقاز). وأيضاً، قتل في هذا العام 289 مسلحاً، بينهم 25 من القياديين و11 من المقاتلين من جنسيات أجنبية الذين تصفهم السلطات الأمنية بأنهم «المرتزقة الأجانب».