لم يكد الرئيس الأميركي باراك أوباما يعلن خبر مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن حتى بدت تساؤلات ملحة تطرح نفسها حول مستقبل تنظيم القاعدة الأصولي وبقية التنظيمات الأصولية في المنطقة، خصوصاً بعد أن فقدت «القاعدة» زعيماً اتفق خبراء على أنها لن تجد قائداً جديداً بمثل تأثير و«كاريزما» ابن لادن. وتوقع الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد موكلي ل«الحياة»، أن يصبح عمل الجماعات الأصولية أكثر ميلاً إلى «العشوائية» منه إلى التنظيم الاستراتيجي. ولم يقلل موكلي من شأن الزعيم المتوقع أيمن الظواهري، «الكاريزما الكبيرة التي حظي بها ابن لادن في أوساط الأصوليين، يجب ألا تنسينا أن الظواهري استفاد كثيراً من ابن لادن، إضافة إلى ذكائه الذي عرف به». وحول طبيعة وجود القاعدة في دول العالم العربي في المرحلة التي تلي مقتل زعيمها ومؤسسها، أوضح أن القاعدة سيزداد انتشارها في العراق بينما سيقل في اليمن، نظراً للأحداث التي تمر بها صنعاء هذه الأيام. وأشار إلى أن وجود القاعدة في السعودية تلاشى تقريبا، «لكنه حاضر وبقوة في المشهدين الأفغاني والباكستاني»، مغلباً أن تكون العملية الانتقامية المقبلة فردية وتتسم بالعشوائية. وزاد: «أعضاء التنظيم سيبايعون زعيمهم المقبل في غضون فترة لا تزيد على أسبوع، ما يعني أنها مقبلة على مرحلة تشرذم وتشظ»، مرجحاً أن يكون التأخير في الإعلان خلال فترة الأسبوع عائداً للعوائق الأمنية. واستبعد موكلي انتحاء القاعدة منحى حركة حماس في عدم الإعلان عن زعيمها الجديد، خوفاً من تنفيذ عملية اغتيال له «القاعدة تعتمد على الزعيم القيادي والروحي لها». وحذر موكلي من احتمال أن يحفز مقتل ابن لادن تنظيم القاعدة، ويعيد التنظيم لصفوف خلاياه النائمة، «ما قد يشكل نقطة تحول نحو قوة أكبر للقاعدة». وعلى النقيض، توقع الخبير الاستراتيجي الدكتور أنور عشقي أن يحدث مقتل ابن لادن «هزة كبيرة» في مستوى العمليات التي سيتمكن التنظيم من تنفيذها خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن مقتل زعيم القاعدة ومؤسسها في عملية استراتيجية بامتياز «يعني أن القاعدة انتهت». وقلل عشقي من قدرات الزعيم الجديد المتوقع أيمن الظواهري، مشيراً إلى أنه لا يمتلك «كاريزما» وإمكانات ابن لادن من ناحية التخطيط والتمويل. وتابع: «تتحرك القاعدة دوماً من خلال ثلاثة اتجاهات هي الأتباع والمؤيدون والمتعاطفون، إلا أنها بعد مقتل ابن لادن فقدت القاعدة العريضة للمتعاطفين مع ابن لادن في السعودية واليمن»، متوقعاً أن ينصب تعاطف الأصوليين على التغييرات السلمية في العالم العربي خلال الفترة المقبلة. واعتبر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما استطاع توظيف عملية مقتل ابن لادن في خدمته في الداخل الأميركي.