أعلنت فرنسا والمانيا أمس انهما تسعيان لفرض عقوبات من الاتحاد الاوروبي على زعماء سوريين بينهم الرئيس بشار الأسد جراء قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في البلاد، ويأتي ذلك فيما قال الان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي إن «الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها ... تفقد شرعيتها». وعن العقوبات الاوروبية على دمشق، أوضح جوبيه «نحاول العمل مع شركائنا الاوروبيين» للإتفاق على عقوبات تشمل القادة السوريين. وأجاب رداً على سؤال ما اذا كان الأسد يجب أن يكون بين المستهدفين بالعقوبات قائلاً: «هذا هو ما تريده فرنسا». فيما قال نائب وزير الخارجية الالماني فيرنر هوير: «إن الوقت حان للتحرك». وتابع: «لا تترك التصرفات الوحشية المستمرة للحكومة السورية للاتحاد الاوروبي خياراً سوى الضغط بقوة لتطبيق عقوبات موجهة ضد النظام.» وأوضح جوبيه ان بلاده تتحرك في اطار الاتحاد الاوروبي بعد ان تعذر التوصل الى إقرار بيان يدين سورية في إطار مجلس الأمن. وذكر ان إقرار مثل هذا البيان مهدد بفيتو روسي - صيني في «غياب الأصوات التسعة المؤيدة» لإصدار مثل هذا البيان. ومن المرتقب أن تشمل العقوبات التي يعمل سفراء دول الاتحاد الأوروبي على تحديدها، في بروكسيل، حظراً على مبيعات الأسلحة الى سورية وتجميد أصول المسؤولين من أعمال القمع والحؤول دون حصولهم على تأشيرات للسفر الى الخارج. ورأى جوبيه الذي تحدث خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية الفرنسية لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ان «الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها، لأن هؤلاء المواطنين يريدون التعبير وإحلال ديموقراطية حقيقية، تفقد شرعيتها». ويعكس كلام جوبيه مدى استياء فرنسا من تجاهل سورية للدعوات الفرنسية المتكررة التي وجهت اليها للرد على تطلعات مواطنيها بإجراء إصلاحات فعلية، بدلاً من اللجوء الى القمع. في موازة ذلك اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان النظام السوري محكوم عليه بالزوال بسبب «القسوة» التي يقمع بها حركات الاحتجاج. وقال باراك ليلة اول من امس للقناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي: «اعتقد ان الأسد يقترب من الدرجة التي سيخسر فيها شرعيته الداخلية. ان قسوته توقع المزيد من القتلى وتضعه في مازق. كما تتضاءل فرصه للخروج منه». واضاف باراك: «حتى اذا اوقف (الأسد) اراقة الدماء لا اعتقد انه سيتمكن من استعادة شرعيته. ربما يتمكن من النهوض لكنه، من وجه نظري، لن يكون الشخص نفسه» ورداً على سؤال عن رد فعل اسرائيل، قال وزير الدفاع بحذر: «لا أعتقد ان في امكان اسرائيل ممارسة اي تاثير كان على مجرى الاحداث في سورية. ومن ثم من الافضل ان نبقى قليلا خارج كل ذلك». من جهة اخرى اعتبر باراك ان «ليس على اسرائيل ان تفزع من امكان استبدال الأسد ... العملية التي بدات في سائر ارجاء الشرق الاوسط واعدة جداً وتبعث آمالاً على المدى البعيد». الى ذلك وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس» التي تقيم علاقات وثيقة مع سورية، تظاهر العشرات من اعضاء «حزب التحرير» الاسلامي، تضامناً مع حركة الاحتجاج في سورية كما افادت وكالة «فرانس برس». وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال ليل اول من امس «إنه لا يريد أن يرى» مذبحة حماة تحدث مرة أخرى في سورية على حد قوله. وحذر اردوغان من أن حدوث مثل هذه الأمور سيجبر المجتمع الدولي على اتخاذ موقف من سورية، مؤكداً أن بلاده ستتخذ الموقف نفسه في هذه الحالة. وحذر أردوغان الرئيس السوري - في مقابلة تلفزيونية مع شبكة تركية - من عواقب الاستمرار في قتل المدنيين. كما حذر من أن سورية لن تنهض مرة أخرى إن وقعت فيها مثل هذه المذابح. وطالب رئيس الوزراء التركي الأسد بالإصغاء إلى مطالب الشعب السوري الطامح إلى الحرية، مشيرا إلى أن الأسد أعلن أنه سيتم إلغاء العمل بقانون الطوارئ، لكنه لم يتخذ الخطوات الجادة لتحقيق ذلك حتى الآن. وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى بذل كافة الجهود لمنع أي تدخل دولي في سورية. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن أوغلو قال يوم الأحد في مقابلة تلفزيونية: «نعلق أهمية كبرى على حلّ المسألة داخل البلاد وحدها، ولا تزال فرصة ذلك متاحة، ويجب عدم تفويت هذه الفرصة». وأرسلت أنقرة وفداً برئاسة مدير جهاز الاستخبارات والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء التركي حقان فيدان، التقى يوم الخميس الرئيس السوري في دمشق، حيث أعرب عن دعم تركيا لعملية الإصلاح في سورية.