على رغم تحذيرات دولية متواصلة من كارثة إنسانية تعيشها الغوطة الشرقيةلدمشق التي تحاصرها القوات النظامية منذ سنوات، لا تزال المنطقة تشهد سقوط المزيد من الضحايا نتيجة عدم التمكن من تأمين إجلاء طبي عاجل لمئات الجرحى والمرضى. وبعدما أعلنت الأممالمتحدة وفاة 16 شخصاً على الأقل خلال انتظارهم الإجلاء الطبي، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بارتفاع حصيلة القتلى نتيجة الغارات والقصف إلى 214 مدنياً منذ 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ميدانياً، استهدفت القوات النظامية مجدداً مناطق في الغوطة الشرقية أمس، إذ سقطت 5 قذائف على أطراف بلدة عين ترما، فيما استهدف طيران النظام مناطق في أطراف مدينة زملكا وبلدتي النشابية والزريقية. كما قتل شخص في باستين بلدة كفربطنا كان يعمل في أرضه بعدما فتحت القوات النظامية النار من رشاشاتها الثقيلة. إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء «سانا» السورية الرسمية بأن «القوات النظامية بالتعاون مع الجماعات المتحالفة معها، واصلت تقدمها خلال عملياتها ضد تجمعات ونقاط انتشار تنظيم جبهة النصرة في محيط بلدة بيت جن ومزرعتها في جنوب غربي ريف دمشق». وسيطرت القوات النظامية على عدد من النقاط الاستراتيجية في محيط موقعي الطماثيات والهنغارات على محور الجبهة الجنوبية لمجرى نهر الأعوج شرق مزرعة بيت جن، بعد اشتباكات مع «النصرة»، أدت إلى قطع طريق الإمداد الوحيد لهم. وأشارت الوكالة إلى مقتل «عدد من الإرهابيين» في محيط مقام الشيخ عبد الله في الجهة الشرقية لمزرعة بيت جن. وكان رئيس مجموعة العمل الانساني التابعة للأمم المتحدة في سورية يان ايغلاند، أعلن أن «اللائحة التي وضعت قبل أشهر عدة وتتضمن حوالى 500 شخص بحاجة ماسة لإجلاء من الغوطة الشرقية، يتقلص عددها بسرعة، فرقم المدنيين يتقلص ليس لأننا نخليهم بل لأنهم يموتون». وأضاف ايغلاند في حديثه أمام الصحافيين في جنيف مساء الخميس: «لدينا تأكيدات بوفاة 16 شخصاً من تلك اللوائح منذ إعادة تقديمها في تشرين الثاني (نوفمبر)، وربما يكون العدد أعلى»، مسلطاً الضوء على وفاة طفل في 14 كانون الأول (ديسمبر) وسط فشل الجولة الأخيرة من محادثات جنيف. وقال: «أخشى أن يكون هناك المزيد. خلال فترة أعياد الميلاد هذه، سيكون هناك المزيد من الوفيات ما لم نبدأ عمليات الاجلاء». ولفت إلى أن «عمليات الإجلاء والجهود لإدخال مساعدات إلى المنطقة، متوقفة لعدم الحصول على موافقة السلطات السورية».