أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية وحلفائها من جانب، وعناصر «فيلق الرحمن» من جانب آخر، على محور عارفة بحي جوبر ومحيط المتحلق الجنوبي، وسط غارات، بلغت 6، نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في أطراف بلدة عين ترما، منذ صباح أمس. وقصفت القوات النظامية بنحو 9 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض أطراف عين ترما. كما قصفت بقذائف عدة مناطق في أطراف بلدتي حوش الضواهرة والزريقية في منطقة المرج، بغوطة دمشقالشرقية. وأفاد «المرصد السوري» بأن قوات النظام قصفت بعنف بلدة كفربطنا الواقعة في غوطة دمشقالشرقية، ما تسبب في مقتل 5 أشخاص، فيما أصيب 10 آخرون بجراح متفاوتة الخطورة. في حين قصفت قوات النظام بثلاث قذائف مناطق في مدينة دوما التي يسيطر عليها «جيش الإسلام» ومناطق في مدينة عربين التي يسيطر عليها «فيلق الرحمن»، بغوطة دمشقالشرقية. وتشهد غوطة دمشقالشرقية استهدافها بالقصف المدفعي والجوي من جانب قوات النظام، بعد هدوء ساد مناطقها خلال ساعات الليلة الماضية. وعلم «المرصد السوري» أن قوات النظام استهدفت أطراف بلدة عين ترما من جهة شرق دمشق وجوبر ودوما، بعد ساعات هدوء تخللته اشتباكات متقطعة بين قوات النظام، وعناصر «فيلق الرحمن». وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في مبانٍ كانت في منطقة تقاطع النيران وأخرى كان يسيطر عليها عناصر «فيلق الرحمن». لا يزال الوضع في غوطة دمشقالشرقية صعباً للغاية، على رغم بدء تطبيق «خفض التوتر». وتتضارب معلومات صادرة عن أطراف النزاع المستمر في الغوطة الشرقية منذ نيسان (ابريل) الماضي بين «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) و «حركة أحرار الشام الإسلامية» من جهة و «فيلق الرحمن» و «جيش الإسلام» من جهة أخرى. وأفاد «جيش الإسلام» الثلثاء بأن مسلحيه سيطروا على كتل واسعة من مزارع الأشعري، علاوة على مسجد ومدرسة في المنطقة، ويلاحقون فلول «جبهة النصرة» ل «تخليص الغوطة الشرقية وأهلها من شر هذا التنظيم وخبثه». في غضون ذلك، أعلن «فيلق الرحمن» عن شنه هجوماً على مواقع ل «هيئة تحرير الشام» وحركة «أحرار الشام» المتحالفة معها، في بلدات كفربطنا وعربين ومديرا. وأكد نشطاء سوريون أن اشتباكات عنيفة تدور في محاور داخل مديرا، إذ تحاول «أحرار الشام» إحراز تقدم وتطالب «الفيلق» بتسليم المنشقين وإعادة أسلحتهم. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصادر محلية قولها إن جولة جديدة من الاقتتال في الغوطة بدأت مطلع الأسبوع الجاري بانشقاق حوالى 250 عنصراً من «أحرار الشام» وانضمامهم إلى «فيلق الرحمن»، مما دفع «النصرة» إلى شن هجوم على مقرات «الفيلق» لإخراجه من كفربطنا. وذكر النشطاء أن مسلحي «هيئة تحرير الشام» أطلقوا النار على مئات المواطنين الذين خرجوا إلى شوارع في محيط مدينة عربين احتجاجاً على وجود «هيئة تحرير الشام» في المنطقة، من دون ورود أنباء عن خسائر بشرية. في الوقت ذاته، لا تزال الخلافات بين «الحليفين» قائمة. إذ كذّب «فيلق الرحمن» تصريحات «جيش الإسلام» في شأن وجود تنسيق بينهما، متهماً «جيش الإسلام» باستغلال مواجهاته مع «هيئة تحرير الشام» لبدء التقدم في منطقة الأشعري، خلافاً لوعوده السابقة. واستفادت القوات النظامية السورية من الوضع الذي يسود المنطقة لمتابعة تقدمها إلى مواقع ل «النصرة» بحي جوبر ومنطقة عين ترما غير المشمولين باتفاق الهدنة، إذ استعادت القوات النظامية سيطرتها، بعد تمهيد صاروخي وجوي مكثف، على القطاع الأوسط والأبنية المرتفعة في عين ترما وعدة كتل موازية لطريق زملكا-جوبر، إضافة إلى عدد من الكتل على محور دوار المناشر وجحا في عمق حي جوبر، وفق ما ذكرت صحيفة «الوطن». وعلم «المرصد» من مصادر متقاطعة أن عملية تبادل أسرى أجريت بين «جيش الإسلام» والمسلحين الموالين للنظام، حيث أفرج عن 4 أسرى لدى قوات النظام بينهم قيادي في «جيش الإسلام»، مقابل الإفراج عن 3 أسرى لدى «جيش الإسلام» يعتقد أنهم من عناصر «حزب الله» اللبناني. ووثق «المرصد» إطلاق «النصرة» النار على تظاهرة خرجت في منطقة عربين، طالب فيها مئات المتظاهرين بخروجها من منطقة عربين والغوطة الشرقية. وتعد هذه ثاني تظاهرة يطلق عناصر «النصرة» النار عليها في الغوطة الشرقية.