أعلنت الأممالمتحدة وصول قافلة مساعدات إنسانية تنقل إمدادات غذائية وصحية لآف المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية دخلتها من النشابية على الجهة المقابلة، وذلك بعد أيام من القصف الجوي العنيف. يأتي ذلك تزامناً مع إعلان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا موافقة الحكومة السورية على هدنة روسية لمدة يومين في الغوطة الشرقية لدعم جهود التهدئة. وقال دي ميستورا إثر لقاء مع وفد المعارضة السورية في جنيف أمس «لقد أُبلغت للتو من قبل الروس بأنه خلال اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن» أمس في جنيف «اقترحت روسيا ووافقت الحكومة (السورية) على وقف إطلاق نار في الغوطة الشرقية». واقترحت روسيا الإثنين وقفاً لإطلاق النار أمس واليوم في منطقة الغوطة الشرقية التي تهيمن عليها المعارضة وتحاصرها القوات الحكومية. والغوطة الشرقية التي يحاصرها الجيش السوري منذ 2013 هي واحدة من أربع مناطق خفض توتر تم الاتفاق بشأنها العام الماضي بهدف إرساء هدنة في البلاد. وعلى رغم ذلك، كثفت قوات النظام السوري منذ منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) ضرباتها ضد هذه المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف نسمة وتعاني من نقص خطير في المواد الغذائية والأدوية. وفي 9 تشرين الثاني طلبت الأممالمتحدة إجلاء 400 مريض من الغوطة الشرقية بينهم 29 في حالة حرجة جداً. وقال ينس لاركي الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة إنه منذ ذلك التاريخ «لم تحصل عمليات إجلاء». وأضاف أن «التنقل بين مدن (الغوطة الشرقية) محدود جداً بسبب الوضع الأمني في الأسابيع الأخيرة، ما يسبب معاناة إضافية للمدنيين الذين يواجهون أصلاً تدهوراً سريعاً للظروف الإنسانية بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية ومواد أساسية أخرى». وعلى رغم الوضع الأمني فقد تمكن برنامج الأغذية العالمي من توزيع مساعدة غذائية لأكثر من 110 آلاف شخص في الغوطة الشرقية منذ أيلول (سبتمبر) 2017. وتعود آخر شحنة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية في 12 تشرين الثاني الجاري. ويأتي إعلان وقف إطلاق النار بعد تمكن قافلة مساعدات تنقل الأغذية والأدوية من دخول المنطقة أمس، وفق الأممالمتحدة. وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تغريدة بأن القافلة المشتركة «دخلت النشابية في الغوطة الشرقية المحاصرة لتسليم الطعام ومواد صحية وغذائية ل7200 شخصاً يحتاجون إليها». وصرحت الناطقة باسم المكتب ليندا توم لوكالة «فرانس برس» بأن القافلة تحمل «مواد غذائية وأدوية لمكافحة سوء التغذية... وتتضمن المواد الصحية عدداً من أدوية علاج الصدمات، لكن لا معدات جراحية». ولفتت إلى أن «فرقنا ليست تابعة لأي مبادرة للإجلاء الطبي». من ناحيته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل ثلاثة أشخاص أمس، في غارات جوية لقوات النظام على بلدة حمورية في المنطقة قبل دخول القافلة إليها. وأوضح «المرصد السوري» أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في قصف أمس، كان أقل حدة من الأيام السابقة. وقال شاهد في المنطقة إن القصف اشتد في وقت لاحق. وذكر «المرصد» أنه خلال مطلع الأسبوع كثفت القوات الحكومية ضرباتها الجوية وقصفها للغوطة، ما أسفر عن مقتل 43 على الأقل يومي الأحد والإثنين. وقالت وسائل إعلام رسمية إن 13 قذيفة سقطت على مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في دمشق الإثنين. وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن مئات الأشخاص أصيبوا في قصف مكثف على الغوطة الشرقية خلال الأسبوعين الماضيين. إلى ذلك، تقدمت القوات النظامية وحلفاؤها على حساب فصائل المعارضة السورية في ريف دمشق الجنوبي الغربي، والتي تفرض حصاراً كاملاً عليه. وذكر موقع «الإعلام الحربي المركزي» المقرب من القوات النظامية أن «الجيش السوري سيطر على كامل الجبهة الشرقية لتلول البردعية شمال شرقي مزرعة بيت جن في ريف دمشق الجنوبي الغربي» بعد مواجهات فصائل المعارضة. وأفادت مصادر مطلعة أن تل البردعية يحيط بمزارع بيت جن، ويعتبر موقع «استراتيجي ومهم»، وكان قد شهد معارك عنيفة في الأيام القليلة الماضية. وشهدت بلدة مزرعة بيت جن في الغوطة الغربية في الأيام الماضية تصعيد جوي من قبل الطيران الحربي الروسي والتابع لقوات للظام السوري، إضافةً إلى استهداف تلة بردعية بصواريخ أرض- أرض ونوع فيل، في خطوة من القوات النظامية السيطرة الكاملة على التل.