أبدى وفد يمثل لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي، في ختام زيارة نفذها إلى الخرطوم، قلقه الشديد من تدهور أوضاع الحريات العامة والدينية، وطالب الحكومة السودانية بجعل تشريعاتها تتلاءم مع الالتزامات الدولية في مجال حقوق الإنسان، والمصادقة على اتفاق مناهضة التعذيب وكل أشكال التمييز ضد المرأة. والتقى الوفد برئاسة النائب كريستيان دان بريدا رئيس البرلمان السوداني ورئيس اللجنة المعنية بحقوق الإنسان في البرلمان، ووزراء الخارجية والداخلية والإرشاد والأوقاف، إضافة إلى أعضاء المفوضية الوطنية لحقوق الإنسان، وممثلي المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات النسائية ومسؤولي الكنائس. ودعا الوفد إلى معالجة القوانين الخاصة بحرية التعبير الممنوحة للصحافيين والناشرين، وتلك المقيدة لمنظمات المجتمع المدني عبر فرض أعباء إدارية كبيرة عليها، منتقداً قانون النظام العام الذي يستخدم لمضايقة النساء، ومنح سلطة مفرطة لجهاز الأمن الذي «يعمل بلا مساءلة كافية»، وكذلك الممارسات التي تقيد تشييد كنائس جديدة وفرض عقبات على نشاطات المجتمع المسيحي. ورحب الوفد بالتعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة في السودان وحرية العبادة غير المقيّدة، وسياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين من جنوب السودان، وإطلاق مدافعين كثيرين عن حقوق الإنسان بينهم مضوي إبراهيم الذي قابله الوفد. كما أشاد بتحسن وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع، واستعداد الحكومة لإعادة التفاعل مع المجتمع الدولي. على صعيد آخر، أعلنت وزيرة حقوق الإنسان السابقة في جنوب السودان، ريبيكا قرنق دي مابيور، أرملة الزعيم الراحل جون قرنق، أن الصراع في هذه الدولة لن يُحل إذا لم يتنح الرئيس سلفاكير ميارديت عن السلطة. وقالت في كلمة أمام منتدى تنشيط سلام جنوب السودان الذي تنظمه الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا «إيغاد» في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: «قتِل مئات قبل ثلاثة أسابيع، ونسأل كم عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا كي ندرك أن هذه الحكومة لا تقدم شيئاً ويجب استبدالها لأنها لا يمكن إصلاحها». وانضمت ريبيكا الى مسؤولين بارزين في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم أبدوا اهتمامهم بقيادة الحزب عام 2013، وتسببت دعواتهم إلى استقالة كير في خلق توترات تصاعدت لتصبح حرباً شاملة عندما اشتبك حراس الرئاسة الموالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار مع زملائهم الذين دعموا الرئيس كير. في غضون ذلك، أعلن منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان، أن ستة عاملي إغاثة فقدوا قبل أربعة أيام خلال اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين في منطقة بحر الغزال (شمال غرب) «عادوا سالمين». أوضح متمردو «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الموالين لمشار أنهم سلموا وكالة الأممالمتحدة الموظفين الستة، متهمين القوات الحكومية بمهاجمة القاعدة التي احتجز الموظفون داخلها. وتعمل المنظمات التي ينتمي إليها العاملون على قضايا متعلقة بالأمن الغذائي في جنوب السودان الذي يواجه أزمة إنسانية كبيرة بعد أربع سنوات من الحرب. وفي نيسان (أبريل) الماضي، قتِل ثلاثة أشخاص في شكل وحشي لدى توزيعهم مساعدات غذائية في واو، ثانية كبريات مدن البلاد. كما اضطر في الشهر ذاته 60 عاملاً إلى الهرب من منطقة شرق جونغلي بسبب القتال.