قال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين إن قوات الأمن في جنوب السودان الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت أعدمت مدنيين واغتصبت نساء وفتيات في شكل جماعي أثناء وبعد القتال العنيف الذي اندلع الشهر الماضي في العاصمة جوبا. ودعا الأمير زيد حكومة الرئيس سلفاكير الى محاكمة الجناة وحض القوى الدولية على اتخاذ «إجراءات عاجلة» لوقف العنف في البلاد. وأورد مفوض حقوق الانسان في بيان: «لقي بعض المدنيين حتفهم في تبادل إطلاق النار بين القوات المتحاربة لكن وردت تقارير عن إعدام آخرين من دون محاكمة على يد جنود الحكومة (الجيش الشعبي لتحرير السودان) والذين يبدو أنهم استهدفوا أبناء قبيلة النوير على وجه التحديد». ووثق البيان حادثين من هذا النوع. في غضون ذلك، حذرت المعارضة المسلحة في جنوب السودان بزعامة رياك مشار من أن البلاد مهددة بالإنزلاق الى حرب أهلية جديدة، ما لم يتدخل الاتحاد الأفريقي بعد إقالة ستة وزراء موالين لزعيم المعارضة. وقال الناطق باسم المعارضة مابيور قرنق دي مابيور إن القوات الموالية لرياك مشار مستعدة لدخول العاصمة جوبا اذا لم يوافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تدخل الاتحاد الافريقي عسكرياً في جنوب السودان. ويأتي الإنذار عقب قرار أصدره كير بإقالة 6 من وزراء الحكومة الموالين لمشار. وإبدل كير الوزراء المقالين الستة بآخرين ينتمون الى فصيل منشق عن حزب مشار يقوده تعبان دينق الذي عين نائباً للرئيس مما عمّق الخلافات بينهما. وأعلن الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم وزعيم مجموعة المعتقلين السابقين باقان أموم، عن حملة لحشد الجهود الإقليمية والدولية من أجل فرض وصاية دولية على جنوب السودان. وقال أموم إنه يقود حملة مع عدد من أبناء جنوب السودان في الخارج من أجل شرح ما يحدث في جنوب السودان للمجتمع الدولي والعواصم الإقليمية لضرورة التدخل من أجل إجبار حكومة الرئيس سلفاكير والقوى السياسية الأخرى بالتخلي عن السلطة، وشيكل حكومة تكنوقراط لإدارة شؤون الدولة خلال فترة إنتقالية تحت إشراف الاممالمتحدة. واتهم سلفاكير بسوء الإدارة وتقويض إتفاق السلام. في المقابل اتهم وزير الإعلام مايكل مكوي، مجموعة المعتقلين السابقين بقيادة باقان أموم بالعمالة، ووصفهم بأنهم «أبناء المجتمع الدولي المدللين». وسيعقد زعماء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد» قمة في العاصمة الأثيوبية اليوم لمناقشة تطورات الأوضاع في جنوب السودان وإمكان نشر قوة أفريقية من دول المنطقة لمنع انزلاق البلاد في حرب جديدة. على صعيد آخر، أعلنت الخرطوم مصرع 76 مواطناً وانهيار 7000 منزل بالسيول والأمطار في 13 ولاية سودانية. وقال وزير الداخلية السوداني عصمت عبدالرحمن، إن الأمطار والسيول «أحدثت خسائر وأضراراً كبيرة في الأنفس والممتلكات في 13 ولاية من ولايات السودان ال 18». وأضاف أن «الوضع ما زال مقلقاً بسبب الآثار التي لم يتم احتواؤها، والتهديد الماثل ذلك أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى معدلات كبيرة في الأمطار خلال الأيام المقبلة في كل أقاليم البلاد، الى جانب ارتفاع في منسوب مياه النيل».