رسمت منظمات دولية وخبراء صورة إيجابية لقطاع السفر العربي خلال العام المقبل، الذي عانى بسبب تقلب أسعار النفط والعملات وتأثير الأوضاع السياسية في مختلف انحاء العالم، إضافة إلى القرار الأميركي بحظر السفر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية من بعض الدول. وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، أن ينمو عدد المسافرين مع شركات الطيران في الشرق الأوسط بنسبة 7 في المئة عام 2018، على رغم الظروف الاقتصادية العالمية وتقلب أسعار النفط وتأثيرات الأوضاع السياسية في مختلف أنحاء العالم. وكشفت بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي أيضاً، أن أرباح شركات الطيران في الشرق الأوسط ستتضاعف لتصل إلى 600 مليون دولار في 2018. وتشير التقديرات أيضاً إلى ارتفاع عدد الركاب في شركات الطيران في الشرق الأوسط بنسبة 6.6 في المئة هذا العام، ومن المتوقع تسجيل زيادة إضافية بنسبة 4.9 في المئة عام 2018. وقال رئيس معهد الاتصالات الداخلية في المملكة المتحدة آلان بيفورد: «يشهد قطاع النقل الجوي نمواً على رغم انخفاض أسعار النفط. وقد نما سوق النقل الجوي في المنطقة بنسبة 9.9 في المئة وفقاً للمنظمة العربية للنقل الجوي. وسيمثل قطاع الطيران أبرز الموضوعات الرئيسة في برنامج معرض سوق السفر العربي (الملتقى 2018) والذي ينعقد خلال الفترة 22-25 نيسان (أبريل) المقبل في دبي». وكانت «مجموعة الإمارات»، الشريك الرسمي لمعرض سوق السفر العربي، أعلنت أن عائداتها بلغت 13.5 بليون دولار في الأشهر الستة الأولى من السنة المالية الجارية المنتهية في 30 أيلول 2017، بارتفاع نسبته 6 في المئة عن الفترة ذاتها من السنة الماضية التي بلغت خلالها العائدات 12.7 بليون دولار. وأعلنت «الاتحاد للطيران» عن نتائجها المالية لعام 2016، مسجلةً خسارة صافية بلغت 1.87 بليون دولار، متأثرة بكلفة خفض قيمة أصول من الطائرات والاستثمارات في «أليطاليا» و«طيران برلين». وسجلت «العربية للطيران» أرباحاً صافية قوية للربع الثاني من عام 2017 بلغت 158 مليون درهم إماراتي، بزيادة قدرها 21 في المئة مقارنة بأرباح الفترة ذاتها من العام الماضي. فيما ارتفعت الإيرادات خلال الربع الثاني من العام الحالي لتصل إلى 906 ملايين درهم. وأظهرت النتائج تراجع خسائر شركة «فلاي دبي» خلال النصف الأول لتصل إلى 142.5 مليون درهم (38.8 مليون دولار)، فيما بلغت قيمة عائداتها 2.5 بليون درهم. وقال مدير معرض سوق السفر العربي سيمون بريس: «تظهر هذه النتائج المتنوعة وجود تحديات مستمرة تواجه قطاع الطيران في الشرق الأوسط، بما في ذلك القرار الأميركي بحظر السفر إليها من بعض الدول». وبالتزامن مع نجاح قطاع الطيران في الشرق الأوسط، تشهد المنطقة استثمارات ضخمة في مجال البنية التحتية. ويوجد 152 مشروعاً نشطاً في مجال الطيران في الشرق الأوسط تبلغ قيمتها الإجمالية 57.7 بليون دولار. واستحوذت المملكة العربية السعودية على أكبر حصة (46 في المئة) من قية هذه المشاريع في دول مجلس التعاون الخليجي، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة (26 في المئة) والكويت (12 في المئة). وشكلت مشاريع الطيران في منطقة الخليج أيضاً ما نسبته 72 في المئة من القيمة التقديرية الإجمالية لكل مشاريع الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضاف بريس: «يعتبر قطاع الطيران جزءاً لا يتجزأ من اهتمامات معرض سوق السفر العربي، وسيتم تسليط الضوء على مختلف جوانبه في ندوات النقاش وعلى أرضية المعرض. ومع وجود استثمارات كبيرة في كل أنحاء المنطقة فإن نمو أعداد المسافرين سيستمر من دون هوادة». وتشمل قائمة شركات الطيران التي أكدت مشاركتها في معرض سوق السفر العربي 2018 كلاً من «الاتحاد للطيران» و«فلاي دبي» و«الخطوط الجوية السعودية» ومجموعة من اللاعبين الرئيسيين في قطاع الطيران. وتعتبر سوق السفر العربية، الحدث الأهم والأبرز للمختصين في قطاع السياحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وشهدت دورة العام الحالي حضور أكثر من 39 ألف شخص، بمشاركة 2661 شركة عارضة، وتوقيع صفقات تجارية بقيمة تجاوزت 2.5 بليون دولار خلال فاعليات المعرض التي تمتد أربعة أيام.