شهد «معرض سوق السفر العربي»، الذي انطلق أمس في دبي، منافسة شرسة بين مؤسسات السياحة العالمية من فنادق ومنتجعات وشركات طيران ومؤسسات ترويج سياحي، بهدف استقطاب السياح العرب، وسط توقعات بنمو لافت لقطاع السياحة في المنطقة خلال العام الحالي، مدفوعاً بالاستثمارات الكبيرة الجارية في تطوير البنى التحتية للقطاع في الأسواق الرئيسة. ولم تكتف المؤسسات العالمية بحملات ترويجية خلال الملتقى الذي افتتحه نائب رئيس الإمارات الشيح محمد بن راشد آل مكتوم، بل أعلن بعضها عن خطط توسع في المنطقة العربية خصوصاً دول الخليج التي شهدت قطاعاتها السياحية انتعاشاً خلال العام الماضي. ولم تقتصر المنافسة خلال الحدث، الذي شارك فيه أكثر من 2500 جهة عارضة من 87 دولة، على المؤسسات العالمية، بل شملت مؤسسات إقليمية خصوصاً في دول الخليج، الساعية الى الحفاظ على انجازات العام الماضي، الذي شهد زيادة كبيرة في عدد السياح وحركة الطيران، ما شجعها على ضخ استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية للمطارات والفنادق والمنتجعات السياحية. وأكد خبراء أن الدول العربية واصلت تخصيص استثمارات ضخمة لبناء مطارات جديدة وتوسيع أخرى، إذ بلغ عددها 1200 مطار بين محلي ودولي وعسكري. وتوقعوا أن تصل قيمة هذه المشاريع إلى 90 بليون دولار في السنوات المقبلة. وأشار المدير العام للمعرض، مارك والش، إلى أن خريطة السياحة والسفر الإقليمية، تشهد «تنوعاً غير مسبوق مع توقعات بمساهمة القطاع مباشرة ب76.6 بليون دولار في الناتج المحلي الاجمالي لدول المنطقة هذا العام، بارتفاع 4.2 في المئة وفق المجلس العالمي للسفر والسياحة». وأكد تقرير أصدرته «أياتا» أن شركات النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً في الطلب نسبته 15.6 في المئة، تعد الأقوى من بين المناطق الأخرى في العالم. وأرتفع معدل النمو في القدرة الاستيعابية بنحو 14.2 في المئة. وعن أداء السياحة في السعودية قال والش «تعتبر السعودية من الأسواق المهمة خلال الفترة الحالية، اذ تشهد خططاً طموحة لتطوير السياحة الداخلية وطرح منتجات وبرامج سياحية جديدة تلبي حاجات المقيمين والوافدين الذين يبحثون عن تجارب جديدة في مختلف الوجهات السياحية الداخلية وفي مواسم الحج والعمرة». وأضاف «تعد السياحة ثاني أكبر صناعة في السعودية، حيث تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد المحلي باستثمارات تصل إلى 80 بليون دولار في مشاريع البنية التحتية الرئيسية، منها تطوير المطارات والسكك الحديد وطرق جديدة تنفّذ خلال السنوات العشر المقبلة». وبالنسبة للقطاع السياحي ونموه في أسواق المنطقة الرئيسية، قال والش «لا تزال الإمارات نموذجاً يحتذى لتطور السياحة الإقليمية». وأظهرت البيانات التي أصدرها مجلس السياحة والسفر أخيراً أن قطاع السياحة في الامارات ينمو بوتيرة أسرع من معدل النمو العالمي، وساهم بنحو 14 في المئة في الاقتصاد المحلي الإماراتي عام 2012، مع توقعات بنمو القطاع 3.2 في المئة في 2013. وتوقع الرئيس الاعلى ل «هيئة الطيران المدني» في دبي، أحمد بن سعيد آل مكتوم، ارتفاع أعداد مستخدمي مطار دبي إلى أكثر من 65 مليوناً في نهاية العام الحالي. وأشار الى ان الهيئة تمضي قدماً في تنفيذ مشروع توسيع ضخم بكلفة 28 بليون درهم (7.6 بليون دولار) لزيادة طاقة مطار دبي الاستيعابية إلى أكثر من 90 مليون مسافر. ووفق بيانات المجلس يتوقع أن ترتفع الاستثمارت السياحية في الإمارات، والتي بلغت نحو 22.5 بليون دولار العام الماضي، بنسبة 12 في المئة هذا العام. اما قطر، فيؤكد خبراء شاركوا في المعرض، أنها تخطط لتنفيذ استثمارت ب65 بليون دولار في مشاريع لتطوير البنية التحتية، لا سيما تلك الخاصة بقطاع السياحة والضيافة، في اطار إعدادها لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022.