حدد استشاري التشييد الدكتور نبيل عباس ثلاثة أسباب لأزمة الأسمنت الحالية التي تشهدها المنطقة الغربية، الأول هو استهلاك المشاريع الكبيرة كمياتٍ كبيرة من الأسمنت، والثاني عدم قدرة المصانع على الوفاء بكل الطلبات، فيما رأى أن السبب الثالث هو أن المصانع من خارج المنطقة الغربية لا تقوم بخدمة المنطقة التي تعتبر الأكثر حاجة للأسمنت في السعودية. وطالب عباس في حديثه ل«الحياة» بأن توجه مصانع الأسمنت في السعودية الفائض إلى المنطقة الغربية، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية ليست الأولى في جدة، إذ حدثت أزمة عام 1396ه، تمثلت في أن بواخر الأسمنت التي كانت تصل لميناء جدة الإسلامي لم تكن تفرغ حمولة تلك البواخر بالشكل المطلوب، إذ كانت تظل لأشهر عدة في الميناء من أجل تفريغ حمولتها.وشدّد على أن «الحلول الابتكارية هي المخرج الوحيد من أزمة الأسمنت التي تعصف بالمنطقة الغربية»، مطالباً بأن «يتم ربط إنتاجية صناعة الأسمنت ومدى الزيادة في الإنتاج من عدمها بالخطط الخمسية للدولة». ورأى أن «عدم وجود اتحاد لمنتجي الأسمنت في السعودية هو أحد أسباب حدوث مثل هذه الأزمات»، مؤكداً أن «الحل هو فتح باب استيراد الأسمنت من الخارج وذلك خلال فترة محددة لا تزيد على ستة أشهر ابتداءً من الآن». وزاد عباس أن مصانع الأسمنت لديها طاقة إنتاجية قصوى متى ما تم الوصول إليها لا يستطيع المصنع زيادة الإنتاج إلا بفتح خط إنتاج جديد وهو ما يتطلب على الأقل فترة 3 سنوات. ورفض عباس أن تكون المصانع طرفاً في حدوث الأزمة قائلاً: «ليس من مصلحة المصانع ألا تبيع» مضيفاً أنه لو كان هناك اتحاد لمصنعي الأسمنت لما قامت ثلاثة مصانع في آنٍ واحد بعملية الصيانة من دون مراعاة لحاجات السوق». وبخصوص سعر الأسمنت المستورد، قال: «دول شرق أوروبا واليابان تبيع الأسمنت ذا الجودة العالية بأسعار منافسة للأسمنت محلي الصنع»، مستشهداً بأن «المملكة في الأزمة الأولى من القرن الماضي كانت تستورد الأسمنت من اليابان بأقل من سعر المنتج المحلي». ورجح عباس أن يحدث شلل في المشاريع الحكومية خلال الأشهر الخمسة المقبلة إن لم يتم اتخاذ حلول سريعة وناجعة للأزمة، مطالباً الحكومة بإيجاد الحلول وبشكل عاجل.