تهدد أزمة الأسمنت في الباحة بعرقلة مشروعات التنمية، ومعاقبة عدد من المقاولين الملتزمين بتنفيذ المشروعات داخل المنطقة والمحافظات الست في تهامة والسراة، إذ أدخلتهم دائرة الحرج أمام الإدارات المشرفة على المشروعات في ظل التزامهم بمدة زمنية محددة سلفاً، ومن ثم فإن كل تأخر في تسليم المشروع يوقع المقاول تحت طائلة الشروط الجزائية والغرامات. 11 ألف كيس يوميا وأوضح مصدر مسئول في وزارة التجارة، أن الباحة يصلها يومياً قرابة 11ألف كيس أسمنت من خلال عشرين شاحنة تنقل الكميات من مصنع تهامة في محافظة المجاردة. وحمل إغلاق بعض خطوط الإنتاج في مصنع ينبع مسؤولية الأزمة، كون تجار المنطقة الغربية زحفوا على مصنع تهامة وأضروا بالحصص المقررة للمنطقة، مشيراً إلى أن مصنع الباحة لن يبدأ إنتاجه قبل ثلاثة أعوام أو أكثر بحكم الإجراءات الروتينية في مثل هذه المشروعات. تعطيل المشروعات وقال المستثمر محمد علي الفقاس، إن مصانع الأسمنت لا ترصد حراك المناطق وطفراتها العقارية وتوسعها العمراني واعتماد المخططات السكنية والمشروعات التنموية ما يمكن أن يجعلها تتعاطى مع السوق بمعدل ثابت، مضيفا أن أزمة أسمنت الباحة تتسبب في تعطيل تنفيذ مشروعاته الجاري تنفيذها بمعدل ثلاثة أشهر سنوياً، كونه يتقدم بطلب شحنة الأسمنت اليوم ولا يستلمها إلا بعد عشرة أيام تقريباً، ما دفعه إلى تحفيز رجال الأعمال والمستثمرين على تدشين مشروع أسمنتي يخدم المنطقة ويحقق لها اكتفاء ذاتياً. وأشار إلى أنهم يضطرون لتأمين احتياجاتهم من خلال السوق السوداء بسعر عشرين ريالا للكيس الواحد وبزيادة خمسة ريالات عن السعرالمقرر. سوق سوداء من جهته، ربط رئيس لجنة المقاولين الوطنية في جدة عبدالله رضوان، بين فترات المواسم العمرانية وحدوث أزمة الأسمنت، لافتاً إلى وفرة مصانع الأسمنت في كل المناطق السعودية، إلا أنه أعرب عن أسفه من ضآلة إنتاجيتها ما يدفع الناقلين وسماسرة السوق إلى بث الرعب في أوساط الناس واستغلال الهلع في رفع الأسعار وبيع الأسمنت في السوق السوداء. داعياً إلى المزيد من تلمس كميات الاستهلاك في السوق المحلية ورفع منسوب الإنتاج ليتواءم مع طفرة البلد وحراكه التنموي.
أزمة نظام بدوره دعا مدير تطوير الأعمال في شركة مواد الإعمار القابضة الدكتور فيصل العقيل، المستثمرين في المشروعات الكبرى إلى أخذ احتياطهم من الكميات الأسمنتية للخروج من أزمة عدم توفره أثناء تنفيذ المشروعات والدخول في قبضة جشع بعض التجار، مفيدا أن المملكة العربية السعودية تمر بطفرة هائلة تستدعي المزيد من الطلب على منتج الأسمنت. فيما أرجع الأكاديمي والاقتصادي الدكتور علي الدقاق، أزمة الأسمنت إلى كونها أزمة نظام قبل أن تكون أزمة إنتاج، لافتاً إلى أن المشروعات العملاقة تحتاج إلى إنتاج يتناسب مع ما يطرح من مشروعات. وعزا أزمة أسمنت الباحة إلى نقص كميات المحروقات المطلوبة للمصانع من مصدرها.