تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأحد «ألا تحيد عن مهمة» الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما حذرها وزير الخارجية بوريس جونسون بوجوب تجنّب أي تبعية للاتحاد. وكتبت في صحيفة «صنداي تلغراف»: «وسط كل الصخب ننفذ المهمة. رسالتي واضحة تماماً: لن نحيد عن هذه المهمة الأساسية لتحقيق الإرادة الديموقراطية لشعب بريطانيا». وكان قادة الاتحاد أشادوا الجمعة الماضي بماي، بعد توصلها الى اتفاق على مواصلة محادثات كانت متعثرة، تتعلّق بالترتيبات التجارية الموقتة والدائمة. ولكن يُرجّح أن تواجه مناقشات صعبة هذا الأسبوع، عندما تناقش مع وزرائها ما يُطلق عليها «الحالة النهائية» لمفاوضات «الطلاق»، للمرة الأولى منذ صوّتت بريطانيا لمصلحة الانسحاب، في استفتاء نُظم في حزيران (يونيو) 2016. ونوع العلاقة بعيدة الأجل بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي مسألة مثيرة للجدل على كل المستويات في المملكة المتحدة، بما في ذلك داخل حكومة ماي حيث يريد بعضهم الإبقاء على علاقات وثيقة مع بروكسيل، فيما يريد آخرون انفصالاً أكثر حدة. وانتهجت ماي مساراً اتسم بالحرص حتى الآن، مدركة حاجتها إلى إرضاء الجميع. وتقول إنها تريد اتفاقاً واسعاً للتجارة الحرة مع الاتحاد وسياسة تجارية أكثر تطلعاً الى الخارج، لكنها نأت عن ملفات تثير خلافات، مثل هل على بريطانيا أن تبقى متمسكة بالقواعد التجارية للاتحاد والدور المستقبلي لمحاكمه. وعشية بدء هذه الاجتماعات اليوم، نبّه بوريس جونسون ماي الى وجوب أن تتجنّب بريطانيا أي تبعية للاتحاد الأوروبي. وقال لصحيفة «صنداي تايمز»: «ما نحتاج لفعله هو شيء جديد وطموح يتيح تجارة خالية من التعريفات الجمركية والخلافات، ولكن يمنحنا الحرية المهمة لتقرير إطارنا التنظيمي الخاص وقوانينا والقيام بكل شيء في شكل مختلف في المستقبل». واضاف أن تكرار قوانين الاتحاد سيجعل البريطانيين يتساءلون «ما جدوى ما توصلتم إليه؟ لأننا سنتحوّل من دولة عضو إلى دولة تابعة». وفيما تدفع الحكومة عجلة «الطلاق»، اظهر استطلاع رأي أعدّته مؤسسة «بي.إم.جي» ونشرت صحيفة «إندبندنت» نتائجه، أن 51 في المئة من البريطانيين يريدون الآن البقاء في الاتحاد الأوروبي، فيما يرغب 41 في المئة بالانسحاب منه. ولفتت الصحيفة الى ان تقدّم معسكر البقاء على معسكر الانسحاب هو الأكبر في أي استطلاع، منذ الاستفتاء عام 2016.