مدريد - ا ف ب - لم يتمكن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو من كبت غضبه تجاه برشلونة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وذلك بعد خسارة فريقه ريال مدريد الإسباني أمام غريمه التقليدي بهدفين من دون رد أول من أمس (الأربعاء) على ملعب «سانتياغو برنابيو» في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ورأى مورينيو، الذي تضاءلت آماله، هذا الموسم على أقله، في أن يصبح أول مدرب يتوّج باللقب مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن أحرزه مع مواطنه بورتو عام 2004 وإنتر ميلان الإيطالي العام الماضي، أن الحكام ينحازون دائماً لمصلحة برشلونة، وذلك بعد أن شاهد فريقه يخوض مباراته الرابعة على التوالي مع النادي «الكاتالوني» وهو ناقص العدد بعد طرد البرتغالي بيبي في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني. ولم يسلم مورينيو بدوره من الطرد بعدما أرسله الحكم الألماني وولفغانغ ستارك إلى المدرجات بسبب اعتراضه على طرد بيبي. وعاد المدرب البرتغالي بالزمن إلى نصف نهائي عام 2009، قائلاً: «لم يتمكن (فريقه السابق) تشلسي من الوصول إلى النهائي قبل ثلاثة أعوام عندما تواجه مع برشلونة. ومع إنتر ميلان الموسم الماضي لعبنا بعشرة لاعبين ضد برشلونة (تمكن إنتر من التأهل إلى النهائي والفوز على بايرن ميونيخ الألماني)، وتكرر الأمر ذاته هذا الموسم ولعبنا بعشرة لاعبين». وأضاف: «لم يستحق بيبي الحصول على البطاقة الحمراء. ربما بإمكان أحد ما أن يجيب عن سؤالي. ما إن ترتكب خطأ على لاعب من برشلونة حتى تحصل الأعجوبة وتنال بطاقة حمراء. لا أعلم إذا كان برشلونة ودوداً أم لا. إنهم فريق رائع وبالتالي أهنئهم، لكنهم يملكون هذه القوة (على الحكام). طرد بيبي وطردت أنا شخصياً ولا أعلم السبب». وتابع: «لماذا؟ لماذا يحتاج فريق رائع إلى هذا الأمر؟ (انديرس) فريسك (حكم نصف نهائي 2009 بين برشلونة وتشلسي) وستارك (حكم مباراة الأربعاء). لماذا؟ لماذا؟ كرة القدم عادلة للجميع. الفريق الذي يستحق الفوز يجب أن يفوز. إذا فازوا عن جدارة فسنتقبل هذا الأمر. لماذا يحصل هذا الأمر عندما تكون المباراة متوازنة؟ لماذا؟ لماذا تركونا نلعب بعشرة لاعبين؟ لماذا تغاضوا عن أربع ركلات جزاء ضد تشلسي في نصف النهائي قبل أعوام عدة؟ آمل بأن أحصل على إجابة في يوم من الأيام. أحاول دائماً أن أكون صريحاً. أريد فقط أن أعرف السبب». وفي معرض رده على سؤال حول حظوظ ريال بالتأهل إلى النهائي وتعويض خسارته في مباراة الإياب التي تقام الثلثاء المقبل على ملعب «كامب نو»، أجاب مورينيو: «من الواضح أن المهمة ستكون صعبة في برشلونة. نعم أعتقد أننا خرجنا من المسابقة. سنقدم كل ما لدينا من أجل تحقيق نتيجة مرضية لجماهيرنا، لكني استبعد حصول ذلك». ولم يتمكن ريال مدريد من بلوغ النهائي منذ 2002 عندما توّج باللقب للمرة التاسعة والأخيرة، وذلك بعدما توقّف مشواره في الدور الثاني في ستة مواسم على التوالي، قبل أن ينجح في بلوغ ربع النهائي هذا الموسم على حساب ليون الفرنسي، ثم نصف النهائي على حساب توتنهام الإنكليزي، لكن يبدو أن المشوار سينتهي عند عقبة برشلونة الذي ثأر أمس لخسارته الأربعاء أمام غريمه التقليدي في نهائي مسابقة الكأس المحلية، وذلك بفضل نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل الهدفين، رافعاً رصيده إلى 11 هدفاً في المسابقة هذا الموسم، و52 في جميع المسابقات، وإلى 179 هدفاً منذ صعوده إلى الفريق الأول عام 2004، فأصبح ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي «الكاتالوني» بعد سيزار رودريغيز (235) والسلوفاكي لازلو كوبالا (194). وتحدث مورينيو عن الحرب الكلامية التي حصلته بينه وبين مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا قبل المباراة، نافياً أن يكون أهان الأخير، وهو قال بهذا الصدد: «إنه شخص رائع. عرفته لأربعة أعوام مع برشلونة وأحترمه كمدرب. لكن من المخزي الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بهذه الطريقة». وبدوره رفض غوارديولا التحدث عن مورينيو وتصريحاته، وهو أجاب الصحافيين قائلاً: «لا أريد التحدث على الإطلاق عن هذا الأمر. لا تعليق. نحن على بعد خطوة من النهائي، لكننا لم نصل بعد إلى ملعب ويمبلي (حيث النهائي)، وفريق توّج بلقب أبطال أوروبا تسع مرات لا يستسلم بتاتاً». وواصل: «نحتاج إلى سبع نقاط للفوز بلقب الدوري المحلي، هذه هي أولوياتنا الآن (في نهاية الأسبوع الجاري) ثم نركز على مباراتنا المقبلة مع ريال مدريد». أما الرد الرسمي من النادي «الكاتالوني» فجاء في بيان ذكر فيه الأخير أنه يدرس إمكان تقديم شكوى ضد مورينيو أمام الاتحاد الأوروبي بسبب تصريحاته بشأن تحيّز الحكام لمصلحة برشلونة. وأضاف البيان: «في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد المباراة، انتقد جوزيه مورينيو بشدة الحكم ستارك، وألمح إلى أن الاتحاد الأوروبي يتحيّز لمصلحة برشلونة. يقوم القسم القانوني في النادي بدرس ما إذا كان سينقل كلامه (موريينيو) إلى اللجنة التأديبية في الاتحاد الأوروبي».