إنقسمت الصحف الإسبانية الصادرة الخميس حيال الفوز الذي حققه برشلونة على غريمه التقليدي ريال مدريد في عقر داره (2 - صفر) في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وقد شككت بعضها بصحة طرد مدافع "النادي الملكي" البرتغالي بيبي. وعنونت صحيفتا العاصمة "ماركا" و"اس" في الصفحة الأولى: "لماذا؟"، وأضافت الأولى "بطاقة حمراء مبالغ بها ضد بيبي تركت ريال مدريد بعشرة لاعبين أمام برشلونة للمرة الرابعة"، في اشارة منها إلى طرد سيرخيو راموس في اللقاء الأول بين الفريقين هذا الموسم (5 - صفر لبرشلونة)، ثم راوول ألبيول في الثاني (1 - 1) والأرجنتيني أنخيل دي ماريا في نهائي الكأس (1 - صفر لريال بعد التمديد). ورفع الحكم الألماني ولفغانغ ستارك البطاقة الحمراء في وجه بيبي بعد 10 دقائق على إنطلاق الشوط الثاني بعد خطأ على الظهير البرازيلي دانيال ألفيش، وإستفاد برشلونة من التفوق العددي على أكمل وجه ليفوز بهدفين نظيفين سجلهما نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي. ورأت "أس" أن بيبي كان يستحق الإنذار وليس الطرد، معتبرة أن الحكم الألماني لعب دوراً في تحديد وجهة اللقاء بطرده بيبي في مستهل الشوط الثاني، فيما اعتبرت "ماركا" أن "الحكم ستارك دخل متحف الوحوش في عالم ريال مدريد". أما صحيفة "مونديو ديبورتيفو" الكاتالونية فعنونت بدورها "النشوة" بالأحرف العريضة تحت صورة لميسي يحتفل بأحد هدفيه، مضيفة "ميسي هو المعلم بحق"، في إشارة منها إلى الإنتقاد الذي وجهه مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا إلى نظيره البرتغالي جوزيه مورينيو عندما وصفه قبل المباراة بأنه "المدرب اللعين، المعلم اللعين"، وذلك رداً على تعجرف مدرب "النادي الملكي" الذي يصف نفسه بالمدرب "المختار". وخرجت صحيفة "دايلي سبورتس" الكاتالونية بعنوان مشابه في صفحتها الأولى، مضيفة "مورينيو الذي طُرد من اللقاء، هو خاسر سيء. قدّم نفسه مجدداً كضحية للحكام". ولم يتمكّن مورينيو من كبت غضبه تجاه برشلونة والإتحاد الأوروبي لكرة القدم وذلك بعد خسارة ريال مدريد على أرضه. ورأى مورينيو الذي تضاءلت آماله، هذا الموسم على أقله، في أن يصبح أول مدرّب يتوج باللقب مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن احرزه مع مواطنه بورتو عام 2004 وإنتر ميلان الإيطالي العام الماضي، أن الحكام ينحازون دائماً لمصلحة برشلونة وذلك بعد أن شاهد فريقه يخوض مباراته الرابعة توالياً مع النادي الكاتالوني وهو ناقص العدد بعد طرد بيبي. ولم يسلم مورينيو بدوره من الطرد بعدما أرسله الحكم ستارك الى المدرجات بسبب إعتراضه على طرد بيبي. وعاد المدرب البرتغالي بالزمن إلى نصف نهائي عام 2009، قائلا: "لم يتمكن (فريقه السابق) تشلسي من الوصول إلى النهائي قبل ثلاثة أعوام عندما تواجه مع برشلونة. ومع إنتر ميلان الموسم الماضي لعبنا بعشرة لاعبين ضد برشلونة (تمكن إنتر من التأهل إلى النهائي والفوز على بايرن ميونيخ الألماني) وتكرر الأمر ذاته هذا الموسم ولعبنا بعشرة لاعبين". وزاد: "لم يستحق بيبي الحصول على البطاقة الحمراء. ربما في إمكان أحد ما ان يجيب على سؤالي. ما أن ترتكب خطأ على لاعب من برشلونة حتى تحصل الأعجوبة وتنال بطاقة حمراء. لا أعلم إذا كان برشلونة ودوداً أم لا. إنهم فريق رائع وبالتالي إهنئهم لكنهم يملكون هذه القوة (على الحكام). طُرد بيبي وطُردت أنا شخصياً ولا أعلم السبب". وتابع مورينيو: "لماذا؟ لماذا يحتاج فريق رائع إلى هذا الأمر؟ (انديرس) فريسك (حكم نصف نهائي 2009 بين برشلونة وتشلسي) وستارك (حكم مباراة الأربعاء). لماذا؟ لماذا؟ كرة القدم عادلة للجميع. الفريق الذي يستحق الفوز يجب أن يفوز. إذا فازوا عن جدارة فسنتقبل هذا الأمر. لماذا يحصل هذا الأمر عندما تكون المباراة متوازنة؟ لماذا؟ لماذا تركونا نلعب بعشرة لاعبين؟ لماذا تغاضوا عن أربع ركلات جزاء ضد تشلسي في نصف النهائي قبل أعوام؟ آمل أن أحصل على إجابة في يوم من الأيام. أحاول دائماً أن أكون صريحاً. أريد فقط أن أعرف السبب". وفي معرض رده على سؤال حول حظوظ ريال بالتأهل إلى النهائي وتعويض خسارته في مباراة الإياب التي تقام الثلثاء المقبل (3 ايار/مايو) على ملعب "كامب نو"، أجاب مورينيو: "من الواضح أن المهمة ستكون صعبة في برشلونة. نعم أعتقد أننا خرجنا من المسابقة. سنقدّم كل ما لدينا من أجل تحقيق نتيجة مرضية لجماهيرنا لكني أستبعد حصول ذلك". ولم يتمكن ريال مدريد من بلوغ النهائي منذ 2002 عندما توّج باللقب للمرة التاسعة وذلك بعدما توقف مسيرته في الدور الثاني في ستة مواسم على التوالي، قبل أن ينجح في بلوغ ربع النهائي هذا الموسم على حساب ليون الفرنسي ثم نصف النهائي على حساب توتنهام الإنكليزي، لكن يبدو أن المشوار سينتهي عند عقبة برشلونة الذي ثأر لخسارته أمام غريمه التقليدي في نهائي مسابقة الكأس المحلية، وذلك بفضل نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل هدفين رافعاً رصيده إلى 11 هدفاً في المسابقة هذا الموسم و52 في المسابقات كلها وإلى 179 هدفاً منذ صعوده إلى الفريق الأول عام 2004، فأصبح ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي الكاتالوني بعد سيزار رودريغيز (235) والسلوفاكي لازلو كوبالا (194). وتحدّث مورينيو عن الحرب الكلامية التي حصلته بينه وبين مدرب برشلونة غوارديولا قبل المباراة، نافياً أن يكون أهان الأخير وهو قال بهذا الصدد: "إنه شخص رائع. عرفته لأربعة أعوام مع برشلونة وأحترمه كمدرب. لكن من المخزي الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بهذه الطريقة". وبدوره رفض غوارديولا التحدث عن مورينيو وتصريحاته، وأجاب الصحافيين قائلاً: "لا أريد التحدّث إطلاقاً عن هذا الأمر. لا تعليق. نحن على بُعد خطوة من النهائي لكننا لم نصل بعد إلى ملعب ويمبلي (حيث النهائي)، وفريق توج بلقب أبطال أوروبا تسع مرات لا يستسلم بتاتاً". وأضاف: "نحتاج إلى سبع نقاط للفوز بلقب الدوري المحلي، هذه هي أولوياتنا الآن (في نهاية الأسبوع الحالي) ثم نركز على مباراتنا المقبلة مع ريال مدريد". أما الردّ الرسمي من النادي الكاتالوني فجاء في بيان ذكر فيه الأخير أنه يدرس إمكان تقديم شكوى ضد مورينيو أمام الاتحاد الاوروبي بسبب تصريحاته في شأن تحيّز الحكام لمصلحة برشلونة. وتضمّن البيان: "في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد المباراة، إنتقد جوزيه مورينيو بشدة الحكم السيد ستارك وألمح إلى أن الاتحاد الأوروبي يتحيّز لمصلحة برشلونة. يدرس القسم القانوني في النادي اذا ما كان سينقل كلامه (موريينيو) إلى اللجنة التأديبية في الاتحاد الأوروبي".