دمشق - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دق ناشطون حقوقيون ناقوس الخطر بالنسبة الى الوضع الإنساني في مدينة درعا السورية، وقال الناشط عبدالله ابا زيد ان «الوضع يزداد سوءاً، ولم يعد لدينا دواء او غذاء ولا حتى حليب الاطفال. والكهرباء ما زالت مقطوعة، كما اننا من دون مياه». واشار الى سماع اطلاق نار في المدينة خلال قيام طائرة بالتحليق في سماء المدينة، وقال: «اعتقد انها طائرة استطلاع». واوضح في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» من درعا ان «حصيلة القتلى منذ الاثنين بلغت 42 شهيدا»، مشيرا الى ان «عائلاتهم لم تتمكن من دفنهم لان قوات الامن تطلق النار على اي شخص يتوجه الى مقبرة الشهداء» التي يسيطر عليها الجيش. وكانت «لجنة شهداء 15 آذار» القريبة من المعارضين، اكدت ان الحصيلة بلغت 42 قتيلا في درعا منذ الاثنين، مؤكدة على موقعها على الانترنت ان 500 وشخصين قتلوا منذ بداية الاحتجاجات قبل ستة اسابيع في سائر انحاء سورية. من جانب آخر، دعا الناطق باسم ناشطين ومعارضين سوريين اسامة منجد من مقر اقامته في لندن امس الجيش الى «حماية السكان المدنيين والدفاع عنهم ضد القمع الوحشي وعمليات القتل التي تقوم بها قوات الامن السورية»، وقال: «نأمل في وقف هذه المذبحة، وإلا فإن الجواب سيأتيه من الشارع الجمعة حيث سيقوم مئات الآلاف من الأشخاص بالخروج في تظاهرات ضده وضد نظامه ولمطالبته بالرحيل». وبدورهم، دعا «شباب الثورة السورية» ايضا على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الى «يوم جمعة الغضب وتنظيم تظاهرات ضد النظام وللتضامن مع درعا». وكتبوا في موقعهم: «الى شباب الثورة، غدا سنكون في كل مكان، في كل الشوارع (...) ونتعهد لكل المدن المحاصرة بما في ذلك اشقائنا في درعا بأننا على الموعد». في غضون ذلك، قال ديبلوماسيون ان هناك بوادر استياء داخل الجيش، بعدما استقال 200 من اعضاء حزب «البعث» في درعا من الحزب بسبب الاحداث في المدينة. ويقول «البعث» ان عدد أعضائه يتجاوز المليون عضو، ما يجعل استقالات الاربعاء رمزية اكثر من كونها تحديا حقيقيا لحكم الاسد. واشار ديبلوماسي الى واقعة واحدة على الاقل الشهر الجاري تصدى خلالها جنود الجيش للشرطة السرية لمنعها من اطلاق النار على المتظاهرين. وأضاف: «لا أحد يقول ان الاسد على وشك ان يفقد السيطرة على الجيش، لكن فور ان تبدأ في استخدام الجيش لذبح شعبك يعد هذا علامة ضعف». وتقول سورية ان عشرات من جنود الجيش والشرطة قتلوا في الاضطرابات، وبث التلفزيون الحكومي الكثير من الجنازات، لكن ديبلوماسيين يقولون ان بعضهم قتل على يد قوات الاسد. وقال ديبلوماسي رفيع: «الجنازات الاكبر في سورية حتى الآن كانت لجنود رفضوا أمر اطلاق النار على المحتجين ونفذت فيهم احكام اعدام في التو». وكان الاسد أرسل الى درعا الاثنين الفرقة الميكانيكية الرابعة التي يقودها شقيقه ماهر. وأفادت تقارير لم يتسن التأكد من صحتها أوردتها شخصيات من المعارضة وبعض سكان درعا بأن بعض الجنود من وحدة أخرى رفضوا اطلاق النار على المدنيين. في غضون ذلك، شيّعت جثامين ثلاثة من عناصر الجيش وقوى الأمن امس، فيما اعلن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن «مجموعات إرهابية متطرفة» هاجمت عناصر قوى الأمن الداخلي في درعا، ما أدى إلى إصابة المقدم عمار صوفان والشرطي أحمد برتاوي. وزاد ان «مجموعة إرهابية متطرفة» اخرى هاجمت مساء اول من أمس موقعاً للقوى الأمنية في منطقة تل كلخ في حمص وسط البلاد «ما أدى إلى استشهاد المساعد أول حسن عبد الكريم عباس ... والشرطي يوسف خليل حمود ... إضافة إلى إصابة خمسة من عناصر قوى الأمن والشرطة». واشار الى ان «المجموعات المسلحة اطلقت النار بشكل كثيف على المواقع المذكورة وتركزت معظم الإصابات في الجهة العلوية اليسارية من الجسم، ما يدل على وجود خبرة لدى المسلحين»، موضحاً أنه تم إسعاف المصابين إلى مشفى الحصن». إلى ذلك، قال المركز الوطني للطب الشرعي، بحسب «سانا»، إن «معظم المدنيين والعسكريين الذين استشهدوا في الأحداث التخريبية التي تتعرض لها البلاد، قضوا بطلق ناري وحيد في الرأس أو العنق». وواصل التلفزيون السوري مساء اول من أمس بث اعترافات عضوين في «خليتين إرهابيتين» اعتقلا في درعا واللاذقية غربي البلاد، ب «الاعتداء على الجيش وقوى الأمن والمواطنين وإطلاق النار على السيارات العابرة وإحراق الأملاك العامة». وافادت «سانا» ان «أحمد محمد حسين، أحد أعضاء خلية إرهابية متطرفة اعتقل في درعا، اعترف بتنفيذ اعتداءات على الجيش وقوى الأمن وإطلاق النار على السيارات العابرة على طريق أوتستراد درعا الاثنين الماضي، ومن بينها سيارة تعود الى المصرف التجاري السوري». وزاد: «الاثنين الماضي سمع صوتا ينادي من الجامع: يا أهل القرية، يا أهل البلد، حي على الجهاد، أخوتكم يقتلون في درعا وأنتم جالسون، يا شباب حي على الجهاد حي على الجهاد». وعندما ذهبنا وتجمعنا أمام الجامع، قال الشيخ: يجب أن أذهب لأنادي في الجامع الثاني، وذهبنا إلى الجامع الثاني، ونادى بنفس النداء وقال: حي على الجهاد، فاجتمع الناس وتجمعنا، وأتى الشيخ ليقول لنا: أريد بعض الشباب أن يذهب لجلب الدواليب، فانطلقوا لجلبها، ثم عادوا إلى جانب القبو الذي كان يحتوي على زجاجات معبأة البنزين. إن الشيخ كلف الشباب الذين خدموا في الجيش تعبئة الزجاجات بالبنزين ومسامير وكبريت وفتيل كي يقوموا بضربها باتجاه الجيش». وتابع حسين: «إن البعض من المجموعة كان من المثقفين وكان يقطع الطريق على الهوية أو جواز السفر فيوقف من يريد ويخلي سبيل آخرين. وكان بعض المجموعات على الحاجز يحمل رشاشات وبنادق آلية. كنا نجلبها من عند الشيخ وليد الشيخ الذي كان يقول إن من يجاهد ويموت ويقتل الجيش وقوى الأمن فهو شهيد». وتابع حسين أن الشيخ وليد «كان يأتينا بالأسلحة من عند الشيخ أحمد الصياصنة الذي كان يؤكد لنا أن من يقتل الجيش وقوى الأمن ويعمل لتغيير النظام فهو شهيد في سبيل الله وقال إن الذي يريد أموالا سنعطيه ونقدم له الأسلحة والبنزين فالمهم أن تستشهدوا وتجاهدوا في سبيل الله». وفي اللاذقية، قالت «سانا» ان غسان سلواية «أحد أعضاء خلية إرهابية متطرفة مارست القتل والتخريب ضد الجيش وقوى الأمن والمواطنين الأبرياء في أحياء المحافظة، اعترف أنه تم إلقاء القبض عليه لأنه قام بإشعال النار في الباصات ومقاومة الدوريات والقيام بأعمال شغب». وزاد: «قمنا في اليوم الأول بالاستيلاء على باص من البلدية للذهاب إلى مخفر الصليبة كي نقوم بالاستيلاء على بنادق عناصر الشرطة وقتلهم (...) استخدمنا السلاح حيث أطلقنا النار على الأمن والجيش لكي نقتلهم». وزادت «سانا» ان التلفزيون عرض صورا لمجموعة شبان يحملون السلاح أثناء تظاهرة كانت موجودة على جهاز الموبايل الخاص بسلواية، الذي قال إن هذه الصور له حيث كانوا يقاتلون ويعتدون أثناء التظاهرات.