يتجه فرع تنظيم «القاعدة» في جمهورية اليمن إلى إقامة «إمارة إسلامية»، وسط الاضطراب الذي تشهده البلاد، إذ يطالب متظاهرون بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، وما يرافق ذلك من انفلات أمني. وأوضحت مصادر ل«الحياة» أن عناصر تنظيم «القاعدة» في اليمن، باتوا يتجولون في طول اليمن وعرضه بكل يسر وسهولة، كما يتنقّلون بين مواقعهم ومَضَافَاتِهم التي تضم عدداً كبيراً من العناصر التي جندها التنظيم بعد التغرير بها، من دون أي شعور بالقلق. وأوضح الباحث في شؤون «القاعدة» في اليمن سعيد بن عبيد ل«الحياة» أن إنشاء دولة إسلامية (دولة الخلافة) في اليمن، من أكبر وأهم الأهداف التي يسعى إليها تنظيم القاعدة. وقال عبيد: «إنها حلمه الأكبر، وأمر يفصح عنه التنظيم ويؤكده في سائر أدبياته وإصداراته، والغاية من إنشائه هي الذريعة التي يُدغدغ بها التنظيم مشاعر المسلمين، ويناشدهم التعاون معه ودعمه، بحجة أنه يسعى لإعادة ما هدمه الكفار وتآمرت عليه القوى «الصهيوصليبية» بحسب وصفهم». وأشارت مصادر مطلعة ل«الحياة» إلى أن بعض عناصر التنظيم ارتادوا الأسواق والمحال التموينية، ما يدل على تغلغلهم في تلك المحافظات والتحضير لمخططات إرهابية. وشوهدوا في بعض المحافظات يتجولون من دون حماية شخصية في الأماكن العامة. ولفت إلى أن تقلص عدد النقاط الأمنية في المحافظات زاد تحركاتهم وساعدهم في التجول لتحقيق أهدافهم. ورجح أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون الأميركية الدكتور برنارد هيكل أن سحب النظام اليمني للقوى الأمنية من المحافظات سيمنح فرصة لعناصر «القاعدة» للتجول بيسر وسهولة. وذكر هيكل ل«الحياة» أن الجيل الأول من تنظيم «القاعدة» رفضوا العرض المقدم من الرئيس اليمني بانضمام «القاعدة» تحت لواء الجيش اليمني لمحاربة جماعة الحوثيين في 2003. وقال: «إن الحارس الشخصي السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. أبلغني بأن الرئيس صالح أوفد قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر المنشق حالياً عن النظام اليمني، للتفاوض معه على انضمام عناصر التنظيم من الجيل الأول تحت لواء الجيش لمحاربة الحوثيين إلا أنه طلب أن يكون لهم فيلق خاص بهم مستقل عن الجيش، وهو ما رفضه الرئيس اليمني». هدف «القاعدة» إمارة إسلامية...وعناصرها «طُلَقاء» في المحافظات اليمنية