تشابهت الأساليب التي ينتهجها «الحوثيون» في تحركاتهم مع تنظيم «القاعدة»، إذ قامت جماعة من الحوثيين الذين اقتحموا قرى حدودية في منطقة جازان بإطلاق النار على مراكز أمنية، وذلك بعد أن تخفوا بالزي النسائي يحملون أسلحتهم تحت العباءة، أو اللبس الأفغاني محاولين بذلك الاختلاط بالمواطنين النازحين إلى مراكز الإيواء التي وفرتها الدولة. وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الدينية الدكتور علي خشيبان ل«الحياة»، أن تنظيم «القاعدة» استطاع أن يجرّ جماعة الحوثيين إلى الهجوم على القرى الحدودية السعودية اليمنية، وذلك في مواجهة للجيش السعودي وحرس الحدود، بحيث يظهر أن عناصر «القاعدة» هم الذين يديرون المواجهة، والحوثيون من خلفهم. وقال خشيبان إن جميع المؤشرات تؤكد أن تنظيم «القاعدة» هو جزء أساسي من هذه الحرب، بحيث إن جماعة الحوثيين لم يسبق لهم الهجوم على الحدود السعودية وإن كان بإطلاق النار على المراكز الحدودية ومن ثم التراجع إلى الخلف، لكن في الأيام الماضية أصر الحوثيون على المواجهة والدخول في القرى في منطقة جازان وإطلاق النار على المراكز الأمنية. وأشار الباحث في شؤون الجماعات الدينية إلى أن عناصر «القاعدة» تلقوا تدريباتهم خلال وجودهم في اليمن منذ فترة طويلة بين الجبال، وأشرفت على تدريباتهم عناصر خارجية، ولفت إلى أن هذه التدريبات تعبر عن الرغبة في إدارة الحرب وتتحول إلى حرب العصابات داخل 240 قرية على الشريط الحدودي السعودي اليمني. وذكر أن ما قام به الحوثيون هي فرصة مناسبة للتنظيم في تنفيذ مخططاتهم، بعد أن تصدت لهم أجهزة الدولة في تقنين تحركاتهم داخل الأراضي السعودية. وشدد على ضرورة معرفة أصحاب القرى من المدنيين على أساليب تنظيم «القاعدة» في تنكرهم بالزي النسائي واللبس الأفغاني في تجولهم داخل القرى بغية تنفيذ مخططاتهم أو محاولة الدخول إلى الأراضي السعودية. وأعلن مسؤولون أمنيون سعوديون أنهم ضبطوا عدداً كبيراً من الحوثيين، البعض منهم كانوا متنكرين بأزياء نسائية ولباس أفغاني، في محاولة للتمويه والاختلاط بالمواطنين النازحين من القرى إلى مراكز الإيواء، بهدف تنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وكان عناصر من تنظيم «القاعدة» منذ فترة طويلة يتنقلون بين مدن المملكة متنكرين بالزي النسائي، أو اللبس الأفغاني في محاولة للعبور إلى نقاط التفتيش الأمنية، إلا أن هذه المحاولات أحبطت في الحال وتم الكشف عن العديد من هذه المحاولات، وكان آخرها محاولة مقتل عنصرين من تنظيم «القاعدة» ممن أُدرِجت أسماؤهما على قائمة ال85 الشهر الماضي في شمال جازان، وهما يوسف الشهري ورائد الحربي. وتمركزت عناصر من تنظيم «القاعدة» في الفترة الأخيرة في اليمن، إذ انضموا إلى جانب الجماعات الحوثية في جبال صعدة، وشارك أعداد كبيرة من التنظيم إلى جانب الحوثيين في قتالهم مع الجيش اليمني في الحرب الداخلية السادسة.