سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية خلال اليومين الماضيين، عدداً قليلاً من الهزات ضعيفة القوة، بلغت أقصاها 2.7 درجة على مقياس ريختر، مع تأكيدها عدم رصد أي أبخرة بركانية، واستمرار القياسات الحرارية في معدلها الطبيعي، ووجود تذبذب في قياسات تركيز غاز الرادون، فيما لم يلاحظ وجود أي اتساع في الشقوق الأرضية المصاحبة للنشاط الزلزالي في حرة الشاقة. ولاتزال الهيئة تراقب النشاط الزلزالي والمتغيرات المصاحبة له من حيث التغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة على مدار الساعة، إضافة إلى القياسات الحرارية، وقياسات غاز الرادون، ومدلولاته العلمية. وأصدرت هيئة المساحة تقريراً مبسطاً عن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة جاء فيه «إن النشاط الزلزالي بدأ في حرة الشاقة من يوم 22/4/1430 حيث سجلت محطات الرصد الزلزالي التابعة للشبكة الوطنية نشاطاً زلزالياً ملحوظاً، بلغ الآلاف من الهزات الأرضية. معظمها ضعيفة القوى (أقل من درجتين على مقياس ريختر)، وبلغ عدد الهزات المسجلة حتى تاريخه (التقرير) 24.700 هزة أرضية، غالبيتها أقل من درجتين، وتم تحليل أربعة آلاف هزة أرضية تزيد على درجتين، منها 182 هزة أرضية محسوسة، تراوحت قوتها بين ثلاث إلى 5.39 درجة، شعر بها بعض سكان هجرة الهدمة والقراصة وهجرة العميد والفرع والسهله والمرامية، ومصادر ووادي ملح والمشاش ووادي سنان وينبع والعيص وأملج». وأضاف التقرير: «امتد الإحساس بالهزات إلى المدينةالمنورة وعلى مسافة تصل إلى 210 كيلومترات، وسارعت الهيئة بالتبليغ الفوري لمركز القيادة والسيطرة في المديرية العامة للدفاع المدني في الرياض منذ بداية النشاط الزلزالي في حينه، ومع الزيادة الملحوظة للنشاط الزلزالي سارعت الهيئة بإرسال فرق بحثية اختصاصية في علوم الأرض، لإجراء القياسات الحرارية في المياه الجوفية في الآبار الموجودة في المنطقة، كما أرسلت فريقاً لإجراء القياسات الخاصة بتركيز غاز الرادون والتغييرات في العناصر الكيماوية في المياه الجوفية، وركبت سبع محطات للرصد الزلزالي إضافية في المنطقة لزيادة التغطية من أجل الحصول على بيانات زلزالية دقيقة خاصةً فيما يتعلق بالأعماق، وتم تشكيل فريق مشترك بين منسوبي الهيئة والدفاع المدني بتاريخ 7 / 5 / 1430، لاستطلاع منطقة النشاط الزلزالي في حرة «الشاقة»، حيث أجري مسح جوي للمنطقة باستخدام الطائرات المروحية التابعة للهيئة، للتأكد من احتمالية تصاعد أي أبخرة بركانية من عدمه، كما وجهت الهيئة الدعوة إلى أعضاء اللجنة الاستشارية للزلازل، لعقد اجتماع طارئ يوم الخميس الموافق 19/ 5 / 1430، للوقوف على الوضع الراهن في المنطقة، وتم إعداد خريطة الخطورة الزلزالية وإرسالها إلى الدفاع المدني، موضحاً فيها نطق الخطورة الزلزالية طبقاً للنشاط الزلزالي المكثف داخل الحرة». وتابع: «كما أرسلت الهيئة توصياتها إلى مركز القيادة والسيطرة التابع للمديرية العامة للدفاع المدني، لأخذ الإجراءات الاحترازية والحيطة، تحسباً لحدوث زلزال أو ثوران بركاني قد يؤثر على القرى المجاورة لحرة الشاقة، حتى تعود جميع القياسات المرصودة إلى معدلها الطبيعي، مع التوصية بضرورة عدم تواجد أي من المواطنين على مسافة خمسة كيلومترات من حدود الحرة، إضافة إلى التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة الوطنية المقروءة والمسموعة والمرئية على تغطية الحدث علمياً وإعلامياً، من أجل بث روح الطمأنينة بين المواطنين، ومنعاً لانتشار الشائعات التي من شأنها إثارة الذعر والقلق بين المواطنين وحفاظاً على أمنهم وسلامتهم. من خلال المشاهدات العلمية والقياسات التي تم رصدها». وتابع التقرير: «وطبقاً لتسلسل الأحداث، أوصت الهيئة بإخلاء القرى المجاورة والقريبة من حرة الشاقة من أجل الحفاظ على الأرواح والمواطنين، اعتماداً على الزيادة الملحوظة في النشاط الزلزالي، إذ وقعت هزة أرضية يوم الأحد الموافق 22 / 5 / 1430 بقوة 4.68 درجة على مقياس ريختر، وشعر بها أهالي القرى المجاورة للحرة، وكانت اللجنة الاستشارية للزلازل أوصت في اجتماعها المشار إليه سلفاً، بضرورة إخلاء المنازل القديمة والمنازل المبنية من «اللبِن»، وتم إبلاغ مسؤولي الدفاع المدني، لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة حيال ذلك، مع الزيادة الملحوظة والمستمرة لقوى الهزات الأرضية في خلال فترة زمنية بسيطة، إذ وصلت قوة الهزات الأرضية إلى 5.2 درجة على مقياس ريختر، وامتد الإحساس بها إلى أملج وينبع وشمال المدينةالمنورة». وأضاف تقرير هيئة المساحة: «ومع استمرار ارتفاع قيم القياسات الحرارية وتركيز غاز «الرادون»، ورصد شقوق وتصدعات في منطقة النشاط الزلزالي وصل طولها إلى أكثر من ثمانية كيلو مترات، وحدوث هزة أرضية قوية مساء يوم الثلاثاء الموافق 24 / 5/ 1430 بلغت درجتها 5.39 ، وشعر بها سكان معظم المناطق في المدينةالمنورة، وبعد دراسة متأنية لكل هذه المتغيرات، أرتأت الهيئة ضرورة إخلاء مدينة العيص وبشكل فوري، تحسباً لوقوع هزة أرضية قد تصل قوتها إلى 6.5 درجة على مقياس ريختر، قد تؤثر على معظم القرى والمدن القريبة من الحرة، وتم أخذ الإجراءات الاحترازية كافة لحماية أمن وسلامة المواطنين».