أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى استقباله وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية في موسكو أمس، على «جاهزية موسكو لفعل كل ما بوسعها، بغية بلوغ اتفاقات نهائية بين الفرقاء الليبيين»، بينما التقى قائد «الجيش الوطني» الليبي خليفة حفتر وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو في روما، وأكد معه على أن «لا غنى عن الانتخابات في ليبيا». وعبّر لافروف عن «تقدير موسكو العالي لحرص حكومة الوفاق ومجلس النواب في طبرق على مواصلة الاتصالات برعاية مبعوث الأممالمتحدة الخاص غسان سلامة»، مضيفاً أن روسيا ترى ثمار هذه الاتصالات. وأعلن الوزير الروسي عن خطة لإرسال بعثة رجال أعمال إلى ليبيا في بداية العام المقبل، «لاستئناف العلاقات التجارية والاقتصادية»، معرباً عن أمله بعودة البحارة الروس المحتجزين في ليبيا، في أقرب وقت. وقال: «السيد الوزير (سيالة) وعد بالتعجيل بحل القضية الإنسانية التي تتعلق باحتجاز الناقلة الروسية من قبل خدمة السواحل الليبية في العام الماضي. والطاقم عاد بالكامل إلى الوطن باستثناء القبطان وكبير المساعدين، ونتوقع إنهاء هذه المسألة قريباً». من جهته، أعرب سيالة عن أمله في أن تتوَّج المساعي والاتصالات الجارية تحت رعاية الأممالمتحدة، «بإطلاق مرحلة انتقالية سيتم في إطارها تأسيس مؤسسات الحكم ووضع أساس لتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية وصياغة دستور جديد». وشدد سيالة على أهمية أن تفضي المفاوضات الليبية- الليبية إلى وضع أساس لإجراء انتخابات رئاسية مقبلة، لإخراج البلاد من أزمتها السياسية. وطالب برفع حظر السلاح المفروض على ليبيا بشكل جزئي عن إمدادات خفر السواحل لمساعداتها من القيام بدورها في حماية السواحل والقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية. إلى ذلك، استكمل مجلس النواب في طبرق أمس، مناقشة تعديلات الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات في العام 2015، في جلسة كان شدد على ضرورة حضورها في دعوة وجهها لأعضائه الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، كشفت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن مصادر ديبلوماسية أمس، اتفاق ألفانو وحفتر على أن «لا غنى عن الانتخابات في ليبيا». وأشارت الوكالة إلى أن الطرفين اتفقا خلال اجتماعهما أول من أمس، في مقر الخارجية في روما على أن «يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر يشكّل ذكرى اتفاق الصخيرات وليس تاريخ نهاية صلاحية الاتفاقية»، الموقعة بين الفرقاء الليبيين قبل عامين في المنتجع المغربي. وتابعت الوكالة أن ألفانو قال إن «الاستحقاق الانتخابي هو قطار حُدِّدت وجهته والسؤال الوحيد الذي يبقى مطروحاً هو سرعة هذا القطار، أي موعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية، والتي حددها المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة في خطته في أيلول/ سبتمبر 2018، كموعد أقصى لإتمامها». على صعيد آخر، اتهمت منظمة العفو الدولية أمس، الحكومات الأوروبية بالتواطؤ في احتجاز مهاجرين بظروف مروعة في ليبيا، وانتقدت مساعدتها لخفر السواحل الليبي الذي اتهمته بالتورط في تجارة الرق. وأعلنت المنظمة الحقوقية في تقرير أن «الحكومات الأوروبية متورطة عن سابق علم في التعذيب والانتهاكات المرتكبة بحق عشرات آلاف اللاجئين والمهاجرين المحتجزين لدى سلطات الهجرة الليبية في ظروف مروعة».