قام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بزيارة لليبيا امس، اجتمع خلالها مع مسؤولين وقياديين محليين متنافسين وأبدى دعمه اتفاقاً ابرم في باريس يهدف الى إعادة الاستقرار إلى البلاد. وشملت زيارة الوزير الفرنسي طرابلسوبنغازي ومصراتة حيث التقى أطرافاً مختلفة في اطار تنفيذ اتفاق لا سيل سان كلو في فرنسا لوقف اطلاق النار وتنظيم انتخابات. وابرم الاتفاق بين رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وقائد الجيش المشير خليفة حفتر. والتقى لودريان في طرابلس السراج وقياديين محليين. وتوجه الى مصراتة ثم بنغازي حيث التقى حفتر. وزار بعدها طبرق للقاء رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح. وتأتي الزيارة في اطار جهود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لمحاولة جمع الأطراف. وقال لودريان: «هدفنا هو الحصول على استقرار ليبيا لمصلحة الليبيين». ووقع السراج وحفتر في تموز (يوليو) الماضي، اتفاقاً مشروطاً لوقف إطلاق النار والعمل على إجراء انتخابات في 2018 لكن الاتفاق لم يشمل فصائل أخرى. وتسعى الحكومات الغربية، التي يساورها القلق من ازدهار نشاط المتشددين الإسلاميين ومهربي البشر في ظل الفوضى الليبية، الى إبرام اتفاق أشمل تدعمه الأممالمتحدة لتوحيد ليبيا وإنهاء الاضطرابات التي أضعفت البلاد منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011. وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي ان الوزير «يريد تعزيز الاتفاق المبرم في باريس من خلال إقناع الأطراف التي لم توجه إليها الدعوة في تموز بدعمه». وأضاف: «يريد أن يضمن العدالة للجميع وأن يضع الأسس لإجراء انتخابات». وتتسق زيارة وزير الخارجية مع مساعي الرئيس الفرنسي لتعميق دور فرنسا في توحيد الفصائل الليبية على أمل التصدي لعنف المتشددين وتخفيف أزمة المهاجرين في أوروبا. وأضاف الوزير في بيان اصدره بعد وصوله الى طرابلس ان «وجود ليبيا موحدة ومؤسسات فاعلة هو الشرط لتفادي خطر الإرهابيين على الأمد البعيد». وذكر أن اتفاق باريس يهدف إلى دعم الاتفاق المدعوم من الأممالمتحدة لإنشاء حكومة وحدة وطنية. واجتمع لو دريان مع مبعوث الأممالمتحدة الخاص غسان سلامة أمس الأحد. وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إن الزيارة تتفق مع جهود سلامة لإعلان خارطة طريق لإجراء الانتخابات خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف: «من الواضح أن السراج وحفتر يريدان قياس شعبيتيهما في الانتخابات». ويرجح أن تحتاج ليبيا لإقرار دستور أو قانون جديد للانتخابات قبل إجرائها وستكون مهمة صعبة في البلد الذي يعاني انقسام مؤسساته. وينطوي تنظيم الانتخابات على تحديات لوجيستية وأمنية كبيرة. وسبق أن فشلت محاولات غربية للوساطة من أجل إبرام اتفاقات بسبب الصراعات السياسية بين الفصائل والكتائب المسلحة التي تتنافس على السلطة. وتواجه حكومة السراج صعوبة لبسط سيطرتها كما أن مجلسها الرئاسي منقسم. ويرفض حفتر قبول شرعية هذه الحكومة.