حاول مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى ليبيا غسان سلامة، ردم الهوة بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، بعد خلافهما حول تدخل البحرية الإيطالية في المياه الإقليمية الليبية لمكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط إلى جنوب أوروبا. ودافع سلامة عن الاتفاق بين طرابلسوروما في هذا الشأن، فيما تصاعدت معارضة هذا الاتفاق في شكل ينذر بانقسام داخل حكومة الوفاق. لكن المبعوث الدولي سعى في الوقت ذاته، إلى استيعاب موقف الجيش الرافض، بتأكيده أنه لا يمكن تجاهل ثقل حفتر في شرق ليبيا ودعم الشعب له. وتزامن الجدل مع تطور ميداني في شرق ليبيا تمثل في تشديد الجيش حصاره لمدينة درنة بهدف إخراج مسلحين إسلاميين متشددين متحصنين داخلها. وأبدت بعثة الأممالمتحدة وحكومة الوفاق قلقهما من نقص الغذاء والأدوية في درنة وتردي الأوضاع الإنسانية هناك، ما دفع الجيش إلى إعلان فتح ممر لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، وخروج العائلات (النساء والأطفال) وسيارات الإسعاف من المدينة. وفي مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو في روما أمس، أثنى سلامة على اتفاق السراج ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني. وقال إن إرسال الحكومة الإيطالية بعثة بحرية لدعم خفر السواحل الليبي استجابة لطلب حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، «يفيد بأننا على الطريق الصحيح لمعالجة الأزمة» الماثلة بتهريب البشر وتدفق المهاجرين من سواحل ليبيا نحو السواحل الجنوبيةلإيطاليا. وأضاف سلامة خلال المؤتمر الصحافي مع ألفانو في قصر فارنيزينا مقر الخارجية الإيطالية: «أنا مدرك الجدل الدائر في ليبيا» الذي واكب الإعلان عن هذه المبادرة، معرباً عن اعتقاده بأن «التعاون والشفافية» في العلاقات بين إيطاليا وليبيا، هما أفضل وسيلة ل «التعامل مع هذا التحدي الذي يعنينا جميعاً». في الوقت ذاته، أكد سلامة أن «من غير الواقعي للممثل الخاص للأمم المتحدة تجاهل القائد العام للجيش المشير حفتر الذي يملك بكل تأكيد تأثيراً على جزء من ليبيا ولديه أتباع بين الشعب الليبي وهو رجل عسكري، وربما تكون لديه طموحات عسكرية وسياسية. ليس على عاتقي قرار من يجب ومن لا يجب أن يلعب دوراً سياسياً في ليبيا». وشن عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فتحي المجبري هجوماً حاداً على تدخل البحرية الإيطالية في المياه الليبية، وقال: «بإمكان السراج أن يخطط لما يشاء ولكن هناك قوى وطنية ستتصدى لكل مخططاته». وقال المجبري في مقابلة تلفزيونية إن العقيد معمر القذافي «انتزع اعتذاراً من إيطاليا بسبب استعمارها ليبيا، ما عجزت عنه كل الدول التي استعمرت فى السابق»، واعتبر أن اتفاق جينتيلوني– السراج هو «استجابة لضغوط أجنبية وتنازل عن السيادة». وأمهل السراج 72 ساعة لعقد اجتماع لحكومة الوفاق لمناقشة التدخل الإيطالي، تحت طائلة تصعيد الموقف. واتهم المجبري حكومة الوفاق بأنها لا تقيم وزناً أو أهمية لإقليمي برقة وفزان، وقال إن ليبيا بالنسبة إلى مسؤولي هذه الحكومة هي طرابلس فقط، مشيراً إلى تمييز في توزيع المناصب وفي الإنفاق المالي.